للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيام نصر بن سيار، وسهل لدعاة بني العباس مهمة الاستيلاء على خراسان وإسقاط حكم بني أمية (١)

وقد بدأ خلاف التميميين مع الولاة، وخلافهم فيما بينهم بوقوف أحد بني جشم السعديين في وجه ابن خازم حينما قدم "مرو" ولم يكن من صالح بن خازم وقد تغلب على "مرو" أن يكسب عداوة تميم لأن بكر بن وائل قد امتنعت عليه، وطمعت في امتلاك خراسان، وتقرب ابن خازم إلى بني تميم مستثيرا فيهم الحمية المضرية، ومؤكدا على علاقة المصاهرة التي تربطه بهم، بل وممنيهم الإمارة (٢).

ومع بغض بعض بني تميم للحرب الدائرة بينه وبين بكر فإن تميما قد صفت لهم خراسان فلما كان ذلك اطرحهم "وجفاهم" (٣) فانقلبوا عليه في حرب شديدة العنف، إلى أن تفرق جمعهم وانقسموا إلى أحزاب شتى إلا أنه مع ذلك لم يستطع التغلب عليهم فقد قتلوه وأدالوا دولته.

وحين أحس بكير بن وشاح بقرب قدوم وال جديد على خراسان حاول التقرب إلى ابن عمه ومنافسه السجين بحير بن ورقاء الصريمي (٤)، لكن بحيرا رفض فسعى بالصلح بينهما الزعيم التميمي الكبير ضرار بن حصين الضبي بعد أن وقفت مقاعس والبطون من بني سعد مع بحير، ووقف الأبناء السعديون مع بكير (٥)، ولم يشا أمية بن عبد الله "الوالي الجديد لخراسان" أن يعرض لبكير وعماله وهو الذي جاء لإطفاء ثائرة قبائل خراسان بصفة عامة وبني تميم بصفة خاصة، بل إن أمية عرض على بكير منصب الشرطة (٦) فلما لم يقبله تقلده بحير


(١) خرج الحارث بن سريح عام ١١٦ هـ في ولاية عاصم بن عبد الله الهلالي ولما انهزم جيشه أمام أبواب "مرو" انصرف إلى بلاد ما وراء النهر، فأقام اثنتى عشرة سنة، وفي عام ١٢٧ هـ عاد إلى "مرو" بعد أن أرسل إليه نصر بن سيار أمانا من يزيد بن الوليد غير أنه ما لبث أن عاد إلى سيرته الأولى حتى قتل في عام ١٢٨ هـ. انظر ابن الأثير: الكامل ج ٤ ص ٢٥٩.
(٢) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٧ ص ٦٥.
(٣) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٧ ص ٧٥.
(٤) كان بكير قد تولى إمرة خراسان بعد قتل ابن خازم وسجن منافسه بحير بن ورقاء. اتظر ابن الأثير: الكامل: ج ٣ ص ٣٧٨، ج ٤ ص ٢٠.
(٥) أرسل بكير لبحير أربعين ألفا وأخذ عليه أن لا يقاتله، انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٧ ص ١٩٧.
(٦) رفض بكير أن يكون على شرطة أمية وقال: كنت والي خراسان تحمل الحراب بين يدي فأصير اليوم على الشرطة أحمل الحربة. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٧ ص ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>