للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو منزها اللفاف بديار الأكراد … بديار لباسة جلود الحصاني

للشام لاصطمبول للهند لهناد … لوا في دمشق اللي الماء ادعجاني

ما قط يخبر زين مزموم الانهاد … لا بول الدنيا ولا آخر زماني

تمت وصلى الله على السيد القاد … اللي يزارن له بهاك المكاني

وحدث فهد بن عبد العزيز الخوير - رحمه الله (١) - فقال: جمع ابن رشيد جيشا في حائل لغزو الجوف، فلما أتم الجمع نظر فاستشار من حوله فقال له المشعلي - وهو من خاصته -: إن من جمعت لا يصلحون للغزو وليسوا بأهل حرب والرأي أن تستعين بأهل قفار، فأخذ ابن الرشيد برأي المشعلي وأرسل إلى دخيل الخوير وهو كبير تميم، وأمير قفار في بداية عهد الإمارة الرشيدية فظهر في ذلك اليوم "ألفين مردوفة" من قفار، وقال دخيل الخوير قبل الرحيل:

من قفار وحايل ظهرنا … واعتلينا ظهور النجايب

وذلك في قصيدة مشهورة معروفة، ولما طال مكث الجيش في محاصرة الجوف كان الناس يذكرون بلادهم في حائل بالأشعار.

وكان ممن اشتهر شعره أثناء الحصار دخيل الخوير في قصيدة نسبت للخشيم خطأ. قال فهد الخوير: أصبح الناس ذات يوم وهم بالجوف فقالوا من قال شعرا البارحة فقال دخيل الخوير: أنا قلت:

لا ضاق صدري قمت اسوي من الكيف … فنجال بنٍ ما يغبب سريبه

قال فهد الخوير: إن هذه القصيدة لدخيل وقد ذكر فيه أملاكه في شرق قفار، على ضفة الوادي. والذين نسبوها للخشيم لم يفطنوا إلى أن ملك الخشيم في غربي قفار لا في شرقها، ومضى فهد الخوير يقول: إن هذه القصيدة انتشرت في حائل وسمعها زيد الخوير وكان ممن لم يحضر غزوة الجوف فخشي أن يكون


(١) قال ابن صقية: أمير قفار في هذا العهد (١٤٠٠ هـ) عبد العزيز بن عبد العزيز بن راشد الخوير وهو رجل ذو ديانة ورزانة وحسن خلق وصراحة كثر الله من أمثاله وأخوه فهد بن عبد العزيز الخوير رجل خشن يذكرك بخشونة بني تميم القدامى، والأخوان الكريمان من أهل الهيبة والوقار وأبناؤهما يحذون حذوهما في مكارم الأخلاق. ابن صقية: بنو تميم في بلاد الجبلين، ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>