للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر الفصيح في ألفاظها، ومعانيها جيدة السبك، مؤثرة متدفقة غزيرة بالمفردات اللغوية المستعملة في نجد في تلك الفترة من تاريخ شبه الجزيرة العربية.

أما صاحبها فقد ورد عنه في تاريخ آل ماضي أنه كان جريئا شجاعا رئيسا مطاعا في عشيرته، وله معرفة فائقة في الحساب ومطالع النجوم، آية في معرفة أنساب العرب، وله كتاب خاص بأنساب أهل نجد لكنه مفقود وقصائده تنحصر في الحماسة وشكوى الزمان وتقلبات الدهر خاصة، وقد عايش حوادث مؤسفة من الفتن والحروب نظم من أجلها ثلاث مطولات شعرية من جيد قصائده تنضج بالشكوى والفخر، وقد عاصر عبد العزيز بن ماضي فترة حكم الإمام تركي بن عبد الله آل سعود، وله في الإمام تركي قصيدة طويلة: أما قصائده الثلاث فقد وسمت الأولى منها باسم القفارية تمييزا لها عن الأخريين اللتين بعث الأولى منهما إلى آل بوسعيد في عُمان وخص به عبد الله الذي هو كما قال:

متسلسل في الأصل عمرو ومنذر … أصهار وأنساب رفاع الرتايب

وبعث بالثانية إلى أهل الحوطة. وقد تمنى عبد العزيز في القفارية سحابة لقفار من هتون المزن تروي (السلف) في أجأ إلى (الضبط العالي) إلى (الهضبة السفلى) جنوب حائل لتنعم دار عمرو الندا موطن أجداده بالخصب، وتخضر مراتع ذويه من آل حماد وآل حمران وأبناء عيادة والمفيد الذين أطال في تعداد مآثرهم ووقف جانبا من قصيدته على الافتخار بصلابتهم. بعد أن سارت مطيته وهي (عيدية) من (التيه) (وجنا) من (القود الهجان) كأنها النعامة وراكبها صميدع يُغّرب بها إلى أرض الجبل حتى تقف به على أعلى قفار حيث الأهل والصحاب يقول عبد العزيز:

لنا حل من ضيم الليالي وزورها … بالأوطان حالات وزورها

يحل لنا من ضيم الاتعاس والنيا … ماحل بأسلاف مضوا في عصورها

من النقض والابرام حتى تتابعت … جبل الحوادث موردات غرورها

وضاقت مناهج حيلتي وأضرم الحشا … من الوجد نيران سعير سعورها

حيث اتضح ميدان الأيام واعتدى … جند تعامى وردها عن صدورها

<<  <  ج: ص:  >  >>