للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السند في أيام يزيد بن عبد الملك فوجه إليهم هلال بن أحوز فقتلهم ب "قندابيل" (١) وتباري جرير والفرزدق في مدح هلال وآطرائه بعد عودته من البصرة (٢).

وقد تقدم طرف من أخبار حُميِّر بن فريح بن عيادة، وهو شاعر قوي العبارة، كثير الفخر، عرف بالصلابة والدهاء، وهلك أكثر ذويه بحمي قفار، وله قصر شامخ البنيان لا يزال قائما على يسار المتجه من حائل إلى المدينة المنورة وتري بعض الأطلال المتصلة بالقصر قديمًا على يمين الطريق في سفح جبل أجأ ليست بعيدة عنه.

وقد توفي حُميِّر في مطلع النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجرى، ولحُمير ذكر حسن ويعتبره تميم حائل من مفاخرهم، وكثيرا ما تغنوا بقصائده، وأشادوا ببطولته ودهائه، قال السنافي في قصيدة يعدد بها أعلام الجبلين ومشاهيرها:

وحُميِّر المشهور وعواد ومثيب … حمر النواظر كان صار الدهر شين

ومطلع القصيدة:

سميت وادنيت النجايب من النيب … نجايب يزهن جديد السباهين (٣)

والنجائب هي النوق الكرام، قال الشاعر:

ودويه قفر تحار بها القطا … إدلاء ركبيها بنات النجائب

والدوية هي المفازة المغبرة؛ يعني أن السارين بها يستدلون على الطريق فيها


(١) الزركلي: الأعلام، مادة الهاء.
(٢) وقال ذو الرمة:
رفعت مجد تميم يا هلال لها … رفع الطراف على العليا بالعمد
حتى نساء تميم وهي نازحة … بقلة الحزن فالصمان فالعقد
ووترت اليمن بذلك اليوم، وكان الطرماح لا ينفك يفخر على تميم بفعال المهالبة:
تفاخر بابن أحوزها تميم … لقد حان المفاخر لي وحانا
(٣) ديوان شاعر اللوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>