هشام بن عبد الملك بن مروان - رحمه الله - كثرة الذين يسلمون عليه بجوار الكعبة المشرفة ويسألونه الدعاء لهم فتجاهله كأنه لا يعرفه إذ قال من هذا؟ يعني بذلك علي زين العابدين فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته … والبيت يعرفه والحل والحرم
إلى أن قال:
وليس من قولك من هذا بضائره … العرب تعرف من أنكرت والعجم
ولما تكاثر العبادل وتزاحموا في (يبرين) أخذوا في الانتشار في كثير من المناطق مثل: المنطقة الشرقية ودول الخليج العربي والعراق وسوريا وإيران وفلسطين وغيرها، ومن المناطق الداخلية وادي بريك المعروف في حوطة بني تميم قرب المجازة وقد طاب لهم المقام في هذا الوادي وقويت شوكتهم وذلك بعدما استنجد بهم ابن عمهم المسمى بابن الوبيض العبدلي وهو المسمى باسمه حزم الوبيض الواقع في أسفل الباطن في حوطة بتي تميم حاليا فهبوا لنجدته من يبرين عندما تطاول بنو عقيل وجماعتهم عليه وعلى جاره ابن هزان الوايلي بقيادة ابن رهيمة العبدلي التميمي وبعد انتهاء الخلاف وانتصارهم علي بني عقيل بقي ابن رهيمة وبعض من العبادل في وادي بريك الآنف ذكره والبعض الآخر رجعوا ليبرين وكانت الإمارة في السابق لابن هزان في الحريق وبعد مكوث ابن رهيمة في هذا الوادي أصبحت إمارة العبادل بيده واستقل بن هزان بإمارة جماعته، وبعد وفاة ابن رهمية تولى الإمارة آل خويطر وهم من العبادل حيث نوه شاعرهم الراشدي بقوله من قصيدته الطويلة الشعبية التي منها هذه الأبيات:
يقول الراشد اللي من تميم تحدر … أهل يبرين وسيع الحمى مرعانا
نرعي بذيدان كما سحب تزبرت … نتبع شفها ولا نخاف أعدانا
جنبها من تميم مدابيل خيلها … يتبعون شفها يومنها مشهانا
حمينا لها خبوت كثير بها الغضى … تحظى بها اللي هي همنا وامنانا
دار ما مثلها لولا الكثر ما كان … يحل الضيم عند ورد الظميانا
من الزحام الصدور قدها فايضه … وفرجها الله بابن الوبيض دعانا
دعانا العبدلي ابن الوبيض راشد … راشد العبدلي من تميم نخانا