إذا تباها سالف الدهر وايتفا … لنا داعي نصغي إليه المسامع
ينخا ويندب يا بني عم جدنا … دهانا من أحداث الليالي قوالع
جندين (١) مانحتال دفع لكيدهم … وليس إلا الباري للاضداد دافع
وبعد أن وصل محمد بن سعود بن مانع إلى معسكر العبادل بالوسطي وآل زياد والعوائذ مجتمعين في معسكر آل زياد (بزياد) ودارت رحي الحرب في لحظة شديدة وكان اللقاء في شعيب زياد وصارت نهاية الحرب لمصلحة العبادل أهالي الوسطى ويسجل محمد بن سعود بن مانع مسلسل هذه الأحداث في أبيات هي جزء من القصيدة العينية السالفة فيقول:
مضينا إلى الداعي ملبين كلنا … كما اشبال ضرمات الأسود البواتع
رحلنا من الوادي سريع على النقا … نحث النضا من نازح البعد شاسع
من لابه تحمي العلا عمروية … ومطلوبنا العليا في بيض القواطع
وفي النهاية: فإن من نجا من آل زياد والعوائذ قد هرب لا يألو على شيء إلا القليل وفي ذلك يواصل شعره محمد بن سعود بن مانع من نفس القصيدة حيث قال:
ولينا وعفينا وحق المثلنا … إلى سعى ساع بالأحسان شافع
ناقف ونحن في مراعي الهنا … إلى عاد ما ندري من الناس وازع
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها رجع محمد بن سعود بن مانع إلى مقره في صبحا بسدير وإذا بالأحوال قد ساءت بعد ذلك في منطقة سدير فشد الرحال إلى الأحساء عند ابن عرير ولكن لم يطب له المقام ولم يرجع إلى موطنه بسدير بسبب ما حدث بينه وبين أبناء عمه في صبحا وعبر عنها في أبيات من قصيدته السالفة الذكر حيث قال:
سطيت بصبحا عقب ما ناموا الملا … بشبان أمضى من ليوث القواطع
سطيت بها وانا بها غير مرخص … إذا الغير بالرخص للأوطان بايع
عشرين مع عشرين إعداد سطوتي … مع الألف أو ظني على الألف طالع
(١) يقصد في الجندي آل زياد والعبادل وأعوانهم من بني عائذ.