للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كانوا في بلاد بعيدة كان أعقل للمنطق، واستطرد مُتَهكِّمًا إن الغزو بين العطاونة والحويطات على مر القرون التي مضت لَمْ تتوقف، وآخرها حرب البرقاء الشهيرة بين الطرفين، ولم يتم السلام التام بين العنصرين إلَّا في عهد المغفور له جلالة الملك والإمام عبد العزيز بن عبد الرَّحمن الفيصل آل سعود، والذي بتوحيده الجزيرة العربية في بداية القرن العشرين الميلادي قد قضى على الغارات والغزوات طبع الجاهلية الأولي، في أنحاء الجزيرة بين جميع قبائل العرب، وأصبحت الآن جميع القبائل في المملكة العربية السعودية تحت راية ابن سعود الإسلامية، التي شعارها "لا إله إلَّا الله محمد رسول الله"، وقد توحدت كلمة العرب وانتشر العدل وعم الخير على هذه البلاد الكريمة الطاهرة، وانطلقت الرحمة على العباد ودام الأمن والأمان على هذا البلد العزيز على العرب وجل المسلمين، وتحققت دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام على كامل التراب السعودي في هذا الزمان تحت حكم آل سعود، عندما قال مبتهلا عليه السلام إلى مولاه عزَّ وجلَّ:

"رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات" والحمد لله على نعمائه. قلت لهذا الرجل العطوي: صدقت ورب الكعبة، ولعمري ما قلته هو الحق فسلمك الله.

وعن زعم الجزيري لنسب المساعيد وغيرها من القبائل التي ذكرها بأنها تنتمي إلى بني عطية في مخطوط درر الفرائد المنظمة، قال رواة بني عطية: إنهم لا يعلمون شيئًا عن هذا التخريف، والعطوي معروف في الأردن ومصر عشائرهم منذ قرون في تلك الديار تعرف نسبها لقبيلة بني عطية، وحتي عشائر بني عطية المنضمة للحويطات أو غيرهم يعرفون نسبهم ولا يجحدوه عن أحد إذا جد الجد في إطراء الحسب والنسب.

وسنوضح تفصيلًا عن بني عطية في السرد عنها في هذا المجلد من الموسوعة الكبرى إن شاء الله تعالى.

وأقول مؤكِّدًا كباحث متعمق في هذا الميدان، أن مبدأ النّاس مأمونون على أنسابهم قد صانه الحويطات، رغم ما نالهم من تجنٍ والتباس في أصولهم أكثر من غيرهم، وأن العرب الأصلاء لا ينكرون نسبهم الحقيقي لكل متقص متعمق،

<<  <  ج: ص:  >  >>