٦ - ذكر الجزيري عن قبيلة بلِّي قائلًا العبارة التالية:
إن بلِّي من أولاد شهاب الدين أحمد بن ثعيليب!!؟
ولا أدري من هو شهاب الدين هذا الذي يقصده الجزيري، ولم أعلم لا في مصنفات ولا بحوث ميدانية أن هناك عشائر في بلِّي تنتمي إلى شهاب الدين، وبلِّي في المملكة العربية السعودية تنتمي إلى جذمين كبيرين منهما جميع عشائر بلِّي، وسنفصل عنها في باب السرد عن قُضَاعة - بلِّي وجُهينة.
٧ - ذكر الجزيري أن عُقبة جُذام هو والد بني عطية، وهذا خطأ منه لعدم ورود أي دليل تاريخي أو ميداني يؤيد هذا النسب لبني عطية، وقد ذكر كبار النسابون فروع عُقبة وجذام مثل بني واصل وبني راشد وبني شاكر، ولم يشذ الجزيري هذا عن كبار النسَّابين فحسب بخصوص نسب بني عطية، ولكن شذَّ عمن هم في طبقته من رحَّالة الحجِّ، سواء من جاء قبله أو بعده، فلم يذكر إطلاقًا أحد من الرحَّالة نسب بني عطية لبني عُقبة.
وبالبحث الميداني الدقيق في مصر والمملكة العربية السعودية من العديد لرواة. بني عطية الثقات، أنكروا جميعًا مزاعم الجزيري ونفوا بشدة نسبهم إلى (عُقبة) جُذام، وقال لي بعضهم: إن بقايا بني عُقبة هؤلاء مثل بني شاكر وغيرهم من بعض العشائر قد انضمت إلى العطاونة، وبعض بني عُقبة التحق بالحويطات أو المساعيد أو غيرها من قبائل الشام، وقالوا: إن ذكر ذلك من قِبَل هذا الرحَّالة لهو هراء وتخبُّط، لا يعترف به أحد من بني عطية في الحاضر أو الماضي على مدى القرون الماضية وإن هذا الرحَّالة مُخَرِّف!. وعن نسب الحويطات للعطاونة قالوا: هذا كلام عجيب وخطأ، والحويطي عنصر لا يمت لبني عطية في الأصل، سوي أنهم سمعوا روايات من كبار البادية أسلافهم أن حويطًا كان شابًا أو صبيًا تربي في وسط بني عطية، وصاهرهم في بداية نماء عشيرة الحويطات من عدة قرون، وبعضهم في مصر ذكر لي أن حويطًا من الأشراف وأخوال أبنائه من بني عطية، وفي المثل الدارج (أن العطوي خال الحويطي).
وذكر لي رجل عطوي بليغ عليه علامة الشهامة والجدية في الحديث قائلًا ومتسائلًا:"كيف الحويطات متجاورين مع بني عطية ولا نعرف أنهم من العطاونة؟ "