للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني عمومتهم الجعافرة في قنا وأسوان وما بعدها، ولا تزال القبيلة ممثلة في سيناء والقليوبية وقنا وأسوان كلما سيجيء.

وفي عهد أمير الصعيد همَّام (١)، ناط بهم خفارة طريق الحجار من قنا للقُصير، كما اشتغل الغالبية في نقل التجارة السودانية بين الشلال الأول والثاني مع خفارة الدرب الأربعيني الموصل بين دارفور وأسيوط، وكان مقرهم الرئيسي الوادي المسمى باسمهم إلى اليوم، وادي العرب بين المضيق وكرسكور مركز الدر بالسودان.

وكان في طريق الحجاز من قوص للقُصير قبيلتان من العربان عليهما خفارة الدرب وتوصيل القوافل هما: الطريفات والشرايقية، وقد أساءوا السيرة وأكثروا من السلب والنهب لقوافل الحجاج، وأخيرًا أخذوا يصادرون غلال الحرمين الشريفين، فضرب شيخ العرب همام أمير الصعيد وقتئذ على أيديهم وأحل العليقات محلهم، وكانت فروع القبيلة متصلة ببعضها اتصالًا محكمًا لصد غارات العربان المنافسين لهم في خفارة الدرب وطريق السودان وطريق الحجاز، وكان شيخ العليقات بقوص: عشري بن أحمد من الروافية، وقد ظل شيخًا لعموم العليقات حوالي عشرين عامًا، وكان معاصرًا لشيخ العرب همام. ولما مات تولى بعده علي محمد جابر من الروافية أيضًا، وكان هذا الشيخ معاصرًا لمحمد علي، وفي عهده تفاقم النزاع بين العليقات والعبابدة في شأن خفارة الدرب وسكة السودان، وقد احتكموا جميعًا عند محمد علي فأحالهم على ابنه إبراهيم في نجد، فذهب ثلاثة من زعماء العليقات له هناك وهم الحاج علي المذكور، وأحمد البرسي، وسعد خلف، الأول من الروافية والثاني من العمراب (٢). والثالث من الصلحاب، والعمراب والصلحاب من عشائر العبابدة، وتركوا رابعًا اسمه سعد بن سعد جبريل للمدافعة عنهم أمام حكام مصر وكان من الروافية (العليقات)، وقد أكرم إبراهيم باشا وفادتهم ومنحهم كل امتيازات العربان من المعافاة من الجندية إلى حفر الترع


(١) همام هو من قبيلة الهوارة وقد كون دويلة إباق حكم الأتراك العثمانيين في جنوب الصعيد وقد تغلَّب عليه محمد بك أبو الذهب قائد الأتراك المماليك في عهد علي بيك الكبير بالخيانة مع ابن عمه أثناء قتاله.
(٢) لفظ آب الذي ينتهي به الاسم مأخوذ من البجاوية ومعناه عائلة أو عشيرة (عن تاريخ السودان لنعوم بيك شقير).

<<  <  ج: ص:  >  >>