للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجسور، وخص بهم الدرب الأربعيني من مصر إلى السودان وأباح لهم ما كانوا يجبونه من الضرائب على القوافل السودانية، على كل جمل ريال وعلى كل رأس من الرقيق ريال أيضًا.

لما شرع محمد علي في فتح السودان عام ١٨٢١ م ذهب في حملته فريق كبير من العليقات كخبراء في الطريق، فضلًا عما يحملون على جمالهم من معدات للحملة، كما استعملهم على البريد محمد بيك الدفتردار في حروبه مع الملك نمر بالسودان.

وتضاءلت مشيخة قوص بصعيد مصر بعد فتح السودان الأول فتولاها الحاج أحمد عوض الله من الروافية حتى عام ١٢٦٤ هـ، وحين شرعت الحكومة المصرية في عمل الإحصاء الأول عام ١٢٦٨ هـ، هرب العرب جميعًا وأوغلوا في أطراف القطر حتى عام ١٢٧٦ هـ تقريبًا، ومن هؤلاء العربان فرع قوص وقد نزحوا عنها لداخلية القطر ففقدوا بذلك حوالي خمسة آلاف فدان في زمام البلدة، وحين رجعوا كان الحاج أحمد قد توفي وتولي الشياخة محمد خير محمد وقد عاش الأخير حتى عام ١٣١٣ هـ، ثم أعقبه الشيخ محمد حامد الطيب من الغلياب (١)، وفي تلك الفترة ثارت العرب من الجوازي (٢) عام ١٢٦٨ هـ، واعتصموا بالصحراء حصنهم المنيع فطاردتهم الحكومة فذهبوا إلى طرابلس الغرب، ثم السودان في شبه غزوة مارين بالدرب الأربعيني الذي تحفره العليقات (فرع وادي العرب) وقد أبدى شيخهم محمد عمار العليقي لسعيد باشا من الولاء والإخلاص ما أكبر القبيلة كلها في عينه، وجعل يحررها من سلطة كشاف الدر، كما وصل ذرية الشيخ محمد عمار إلى مشيخة القبيلة كلها فيما بعد.

وحين اعتزمت الحكومتان المصرية والإنجليزية استرجاع السودان عام ١٣١٤ هـ - ١٨٩٦ م ورابط الجيش المصري في كروسكو واتخذها قاعدة حربية له، طلبت الحكومة إلى محمود بيك عمار عمدة القبيلة أن ينظم قوة من أفرادها لحماية الحدود من غارات المهديين، وحين حرك الجيش من حلفا إلى دنقلة كان في الحملة ١٧٦ هجانًا من العليقات تحت قيادة شيخهم حسن بيك عمار، وحين تم الفتح منحتهم


(١) ذكر أحمد لطفي السيد أن الذي أخبره بذلك هو الشيخ محمد سليمان القمار شيخ العليقات بقوص.
(٢) الجوازي بطن من السعادي من بني سُلَيْم العدنانية ونزلوا من ليبيا إلى مصر ومنهم الأستاذ أحمد لطفي السيد وعشيرته في غربي المنيا من صعيد مصر حتى الوقت الحاضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>