الحكومتان المصرية والإنجليزية أوسمة التقدير، ورقي حسن بيك إلى مشيخة القبيلة كلها من قوص إلى السودان وقد قلَّت أهمية خفارة طريق الأربعين وآباره لعدم سير القوافل ولظهور وسائل النقل الحديثة من بواخر وسكة حديدية وطائرات، فلقد كانت القافلة تسير من السودان إلى مصر في قرابة الشهر والنصف فأصبحت بالوسائل الحديثة أسبوعًا وبالطائرة بضع ساعات وهكذا أحيل الجمل والأعرابي كليهما على الاستيداع!
وكان شيخ القبيلة محمد عمار من الروافية، ثم بعده نجله الأكبر محمود بيك عمار، ثم ابن أخيه حسن بيك عمار قائد القبيلة في حملة السودان وقد اعتزل المشيخة عام ١٩٠٦ م وبدت له الهجرة إلى السودان بعد أن وحد القبيلة في الصعيد المصري، وكان يؤمل أن يضم إليها فرع القليوبية أيضا، وفعلًا زارها في مقرها وتشاور مع مشايخها لتوحيد العليقات في القطر المصري ويأبى الله إلا ما يريد، وهو الآن من أعيان السودان وتعين شيخًا بذلك بدله محمد محمود عمار العمدة حتى سنة ١٩٠٨ م ومنذ ذلك الحين وشيخ القبيلة النور محمد عمار العمدة الحالي ومقره في المالكي بوادي العرب (١)، وكان شيخ عربان قوص من الروافية أو الغلياب هما رؤوس القبيلة كلها وكل العليقات في قوص وما بعدها جنوبًا، أما أن يكونوا من فروعها أو من عربان أخرى دخلت في العليقات بالحلف أو الموالاة والمشيخة كانت تتراوح في هاتين الفخذين دائمًا - إنَّما الغالبية كانت في الروافية، ومنهم شيخ مشايخ القبيلة الحالي وحتى عام ١٢٩٩ هـ - ١٨٨٣ م كان من العليقات في النواحي والنجوع ٦٦٩٣ نفس وفي الخيوش أي بيوت الشعر في البادية نحو ١٥٥٣، وكانت النسبة المئوية للعليقات النازلين في الخيوش ١٨٨٥، ٨١١٥؛ للعليقات المقيمين، كما كانت نسبة الذكور للإناث ٥٩.٤٠، كما كانت أول القبائل العربية التي ذاقت لذة المدنية فأصبحوا مستديمي الإقامة بعد البداوة شأن الزمان في أبنائه والتاريخ في أنبائه!، وقد سكنت قبيلة العليقات في أقسام مصر الإدارية بحسب إحصاء مايو عام ١٨٨٣ م فيما يلي:
(١) وقال أحمد لطفى: بهذا أخبره أحمد النور نجل الشيخ نور محمد عمار، وأحمد أفندى وقتئذ موظف بحكومة السودان وهو صاحب فكرة تغيير اسم القبيلة من العليقات إلى العقيلات هو الاسم الرسمي للقبيلة في صعيد مصر الآن أي عام ١٩٣٥ م وما بعدها، وقد طبع كتاب قبائل العرب في مصر (الطبعة الأولى) على نفقة جمعية عربان العقيلات (العليقات) في القاهرة في شارع الساحة حارة الكفاروة.