الضرير فنزلوا على عشيرتهم آل بكر من سبيع حلفا. لا أصلا أهل (الخريزة) فأكرموهم وأقاموا عندهم، وتزوج عبد الرحمن هناك وولد له ناصر (١)، وكان آل بكر وبنو عمهم آل زامل يتجاذبون الرئاسة على بلدة عنيزة، فلما كبر ناصر المذكور ظهرت منه الشهامة والنجابة والشجاعة، وكان يحيى في ذاك الوقت هو الأمير في بلدة عنيزة فصار ناصر يعارضه في بعض الأمور ويساعده في ذلك أكابر عشيرته من آل بكر، وكان يحيى بن سليم عاقلا حليما حازما فخاف من شر يقع بينه وبين ىل بكر فاستدعى ناصرا وقال له: إن لك علينا حقا فأختر في إمارة عنيزة وأنا لي الشداد ومعلوم الدرب وإلا لك الشداد وأن لي الإمارة، وكان ذلك في اختلاف نجد بعد وقعة الدرعية وقبل قيام الإمام تركي بن عبد الله واستيلائه على نجد فقال له ناصر: أنت كبيرنا والأمر لله ثم لك ولا أريد شيئا من ذلك، وكان ناصر قد ظن أنه غير صادق فيما قال فحلف له يحيى أنه صادق فيما قال له، فلما علم ناصر صدقه قال له: لك الإمارة ويكفيني الشداد واستقام الأمر على ذلك. ولما قتل يحيى بن سليم في الوقعة التي حدثت بين ابن رشيد وبين أهل القصيم في (بقعاء) سنة ١٢٥٧ هـ في الوقعة التي بين أهل عنيزة وبين رشيد أيضًا، فتولى بعده أخوه إبراهيم بن سليم، ولما كان عام ١٢٦٤ هـ عزل الإمام فيصل بن تركي إبراهيم ابن سليم عن إمارة عنيزة وأمر فيها ناصر بن عبد الله السحيمي. ولما كان في السنة التي بعدها قام عبد الله آل يحيى بن سليم ورامل العبد الله بن سليم ورجال من أتباعهم، ورصدوا على طريق ناصر بعد العشاء الآخر وكان ناصر قد ضبط قصر عنيزة بالرجال، فلما وصل إليهم رموه ثلاث رميات وأصابته واحدة منهن على مخير مقتل، فسقط على الأرض وظنوه أنهم قتلوه، فركضوا إلى القصر ليدخلوه فوجدوا من فيه قد أنذروا وأغلقوا أبواب القصر وشمروا للحرب، وأما عبد الله اليحيى وزامل فانهزموا إلى بلدة بريدة وأقاموا عند أميرها عبد العزيز آل محمد، وأما ناصر السحيمي فإنه قام من موضعه فورا ودخل بيته وجارحوه حتى برئ من جروحه، وكتب إلى الإمام فيصل بخيره بأن آل سليم تعدوا عليه بلا جرم ولا سبب، وكتب عبد العزيز آل محمد إلى الإمام فيصل بخبره أن آل سليم عنده
(١) انظر أنساب الأسر المتحضرة للشيخ حمد الجاسر ج ١ ص ٣٢٨ - ٣٢٩ ط ٢.