للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيناء في أول الأمر مقصورة على بني واصل من عُقبة من عرب شمال الحجاز، وكان لهم النصف الجنوبي إلى وادي فاران، وحماضة هم سكان الجزيرة الأصليون لهم من وادي فاران، إلى أقصى الشمال، وكانت فوائد البلاد مقسومة بينهم بالعدل ثم ضعفوا جميعًا ثم تفرقوا في ريف مصر بعد ذلك (١).

ثم جاءت الصوالحة والنفيعات من الحجاز واستولوا على البلاد واقتسموا منافعها على نحو ما كان عليه واصل وحماضة وانضم من بقي من حماضة إلى النفيعات ثم إلى حلفائهم العليقات فيما بعد، فقويت النفيعات على الصوالحة، فلما رحلت النفيعات إلى الشرقية أخذت العليقات مكانهم ونشبت حروب بينهم وبين الصوالحة علي قسمة منافع البلاد ونقل الحجاج كان النصر فيها حليف الصوالحة، ثم جاءت مُزينة من حرب الحجاز فحالفت العليقات على أن تعطيها نصف منافعها ما عدا حديقة الدير فإنها تبقي للعليقات وحدهم، وقد قويت العليقات بهذا الحلف الجديد وزاد في قوة العليقات المدد الذي جاءهم من حلفائهم الأقدمين النفيعات، فحاربوا الصوالحة وانتصروا عليهم، ثم شعر الجميع بخطر الحروب الأهلية وكان اتفاقهم على أن تكون منافع جنوب سيناء مناصفة كما كانت بين بني واصل وحماضة، وكان الحكم بين قبائل الطوَّرة جميعًا من العايد (٢) كما ورد في كتاب الأم المحفوظ الآن بالدير (سانت كاترين). وفي بيت شيخهم كانت تعقد شروط الصلح والاتفاقية المشهورة (بالشورة) المعقودة بين رهبان الدير في عهد الأسقف كيرو واصف وبين مشايخ الصوالحة وأولاد سعيد والعليقات بشأن تأجير وتأمين الطرق عقدت في منزل شيخ العرب منصور العايدي في البرقوقية وهي العباسية الآن في القاهرة عام ١٠٥٣ هـ. وحن تحضرت العايد أي تركت البداوة وأخذت مساكنها في خط بلبيس التزم تقديم الإبل للمحمل المصري وقتئذ أربع قبائل بدوية هي العليقات، والصوالحة، وأولاد سعيد، والجبالية، وفي العهد الأخير وقبل أن تتعهد الحكومة المصرية بخفارة المحمل ذهابًا وإيابًا كانت الإبل يقدمها للمحمل سائر عرب الشرقية والقليوبية بالتناوب سنة يلتزمها عرب القليوبية


(١) قول صحيح لأن معظم واصل في أخميم بجرجا وكذلك الحماضة بنواحي بني مزار في المنيا.
(٢) العايد: قال القلقشندي في نهاية الأرب وقلائد الجمان وسبائك الذهب إنهم بطن من جُذام القحطانية، وقال ابن خلدون إن العايد من بني النافرة من بني نفاثة من جُذام القحطانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>