الأوراق المفقودة من كتاب النوادر، ولكن هذا الخبر يدلُّ على الاتصال بينهم وقرب المكان. أما الكثرة فمما يدلُّ على ذلك قصيدة للزهيري النهدي موجهة للمستنير العتكي والتي مطلعها:
يا طول ليلك بالنخيل فباقم … فصدور صالة فالمسيل الأجوف
منع الرقاد به الهموم فحشوتي … تصل الأنين بزفرة وتلهف
إلى قوله:
لهفي بقلتنا وكثرة جمعكم … يوم البراق وأننا لَمْ نضعف
وعند ذكر العتكي علَّق الهجري وقال:(العتيك بن الأسد بن عمران بن عمر بن عامر إلى مازن الأزد وهم أهل وحفة القهر إخوة الأنصار) ولا شك أن نزول الدواسر بعد القرن الرابع الهجري إلى وادي العقيق والذي أول من سكنه حسب ما اتضح من المصادر القديمة قبيلة كِنْدة وذلك ما يؤيد قول النابغة الجعدي:
وكِنْدة كانت بالعقيق مقيمة … وعَكْ فكلا قد طحرناه مطحرا
وكذلك ما كشفته الآثار عن قرية الفاو في الوادي وهي قرية ذات كاهل وهي حاضرة كِنْدة ثم بعد ذلك سكنت قبيلة جرم من قُضَاعة من حِمْيَر، وقال الشاعر التميمي الفرزدق من قصيدة له يذكر الوادي (وجرم بوادي يضرب البحر ساحله) ثم بعد ذلك في صدر الإسلام جاءت قبيلة عُقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة وزاحمت جرم على الوادي وقد شكاهم الصحابي أسماء بن رباب الجرمي إلى الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد حكم الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به لجرم إلَّا أن عقيلا لَمْ ترض بحكم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدليل قول أسماء بن رباب:
وإني أخو جرم كما قد علمتوا … إذا جمعت عند النَّبِيّ المجامع
فإن أنتموا لَمْ تقنعوا بقضائه … فإني بما قال النَّبِيّ لقانع
وعند ضعف جرم وتفرقها بعد ذلك حلت عُقيل في الوادي وسمي عقيق بني عُقيل، وبعد ذلك في القرن الرابع الهجري بدأ نزول الدواسر إلى الوادي من