ومن الحوادث التي وقعت في زمنه معركة بين الدواسر وقبيلة أخرى ونتج عن هذه المعركة كثرة عدد القتلى من الدواسر فأخذ عامر بن بدران ثياب المقتولين واحتفظ بها عنده حتى بلغ أولاد المقتولين سن الرجولة فجمعهم وأعطى كل واحد منهم ثياب أبيه المقتول وقال لهم هذه ثياب آبائكم المقتولين عند هذه القبيلة.
وذلك لأجل تحميسهم للقتال ثم بعد ذلك أمرهم بالمسير لديار القبيلة المعادية وكان طريقهم يمر على وادي برك وكان الوقت شتاء شديد البرودة وقد أراد بعض أفراد القبيلة أن يطلب من الشيخ عامر بن بدران أن يستريحوا في الليل ثم يواصلون السير في الصباح ولكنه سمع عامر يقول والعرق يتصبب منه توسع يا برك فرجع إلى باقي القبيلة وقال لهم: إن الشيخ عامر لا نية له في التوقف عن المسير وهذا كلامه وعند وصولهم إلى مناطق هذه القبيلة أنذرهم خلوي كان عندهم وقال لهم: إنه أبصر خيل ابن بدران الصفر ولكنهم لَمْ يصدقوه وضحكوا عليه وعند ذلك وضع عارم بن بدران خطة حربية للهجوم وقال لهم: لا تتعدوا هذه الخطة ولكن ابن أخته ناصر بن ودعان استعجل الهجوم قبل الموعد المحدد من قبل عامر بن بدران وبعج الخطة التي وضعها عامر بن بدران وسمي ناصر المبيعيج ونتج عن المعركة انتصار الدواسر وقتل كثير من القبيلة الأخرى وتقول امرأة منهم اسمها وسيم وقد قتل أولادها التسعة وإخوتها السبعة:
قالت أوسيم وشرفت … عند الضحى والدمع غادي بدايد
على تسعة أولاد مع سبعة إخوة … في ورد سمحين الوجيه آل زايد
قولوا لبيت الفقر لا يأمن الغني … وبيت الغنى لا يأمن الفقر عايد
يا طول ما بيتي مرب لهجمة … واليوم تومي به هبوب الشدايد
هل سبق مع حرب خيل وهجمه … وهلها مضرينها بلفح الجرايد
والله لولا ذلتي تشمت العداء … وتستر بالفرقا اكبود غدايد
لعوي أعو السرحان في جرهديه … وعوي عواه بنايفات الفرايد
بشر غدا عند المبيعيج ناصر … غدا عندهم بين اختلاف الوعايد
فأنا أصبر من صموك على الصفاء … صبور إلى شبّوا عليها الوقايد