للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتحفونا بدرر أشعارهم النفيسة، وعلاوة على هذه الصفات فإن ابن غزي يرحمه الله من أكرم رجال عصره كيف لا وهو القائل لابنه حمد:

يا حمد خل الباب مفتوح خله … حتى المسيرة لا عنا ما يهابه

أخاف يترك طقة الباب ذله … ويخسر مجيه وأنت تخسر جنابه

جدي وجدك ماشروا باب الله … وديوانهم ما يوم قد صك بابه

إلى لاقاك الضيف باشر وقله … يا مرحبا في ضيفنا يا مرحبا به

وقلط الميسور والوجد كله … مما تاجد واحسب لضيفك حسابه

الضيف لو أنه قعد لا تمله … تراه رزقه حين يلفي لفا به

وكان نشيد مساعد - رَحِمَهُ اللهُ - قولًا وعملا، ولا أحصي ما قرأت عنه في المصحف والمجلات السعودية وغيرها.

قال عبد المحسن العوهلي: شاهدت امرأة كبيرة في السن تشكي ظروفها المساعد الجار الله، الذي تأثر من قولها ودمعت عيناه ثم سحب ثمانية آلاف ريال من صندوقه وسلمها للمرأة، يقول العوهلي: وقد عرفنا فيما بعد أن المبلغ هذا هو كل ما في الصندوق، وكان منزلة في الرياض مقصد الوافدين والزوار من رجال الأدب وله علاقات وصدقات حميمة معهم، منهم الأديب الشاعر / عبد الرَّحمن العطاوي، والعمدة الأستاذ راشد بن جعيثن، والشاعر عبد الله الزازان، والراوية إبراهيم اليوسف، وشاعر سدير المبدع / ابن شرهان، والشاعر / عبد العزيز البادي رحمه الله، بالإضافة إلى شعراء الزلفي وعلى رأسهم عميدهم أحمد الناصر، متعه الله بالعافية. والمعروف أن آل غزي شعراء مجيدون منهم والده جار الله بن حمد - رَحِمَهُ اللهُ - وجده حمد بن جار الله الغزي الذي يقول من قصيدة طويلة له:

الشوف سرب وأوجس الحيل داني … والغيب ما يدري بخبثه وطيبه

إن غاب راسي من بجي في مكاني … ومن لا يسد النوب وش ينبغي به

ومنهم جار الله العبد العزيز الغزي، وغزي الحمد الغزي الذي يقول بلدته الزلفي:

لي ديرة ما أطيع به كل شوار … وأنا أشهد إنه من خيار الديارا

ما تنبت إلَّا الورد مع زين الأثمار … والمسك والريحان عطر السكارا

<<  <  ج: ص:  >  >>