للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن قريشٌ، وهم شَنُوَّه … بنا قريشٌ خُتِمَ النبوَّة (١)

وقد أدرك هذا الخلط في تقسيم الأزد أحد متقدمي العلماء، وهو مختصر "جمهرة النسب" فكتب في الحاشية (٢): في صحاح الجوهري (شنأ): أزد شنوءة، ويقال شنوءة ولم يبين من أي بني الأزد هم. ثم قال في الأزد: يقال أزد شنوءة وأزد عُمان، وأزد السراة، وأورد للشاعر (٣):

فإني كذي رجلين رِجْلٍ صحيحة … وأخرى بها رَيْبٌ من الحدثان

فأما التي صحت فأزد شنوءة … وأما التي شُلَّت فأزد عُمان

وفي "عجالة النسب" (٤): أزد شنوءة اسمه الحارث -وقيل عبد اللَّه- بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، فقوله: إنه الحارث أقرب إلى الصواب، فالحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد هو الذي ولد هذه البطون والقبائل من دوس ونصر وغامد وماسخة وغيرهم، وأهل عُمان الآن يقولون إنهم شنوءة وهم من دوس، ثم من مالك بن فهم بن غَنَم بن دوس.

وفي الاشتقاق: أم قصي بن كلاب (جد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) هي فاطمة بنت سعد ابن سَيل من أزد شنوءة، وسعد بن سَيل من نصر بن زهران. وهذا الذي ظهر من صحة ذلك يبطل تقسيم الشاعر في هذا البيت وقوله: إن أزد عُمان غير أزد شنوءة.

وقول الجوهري: يقال أزد شنوءة وأزد السراة، وأزد عُمان إن أراد به التقسيم على ثلاث قبائل فقد تقدم بيان فساد بعضه وتمام ذلك أن أزد السراة أيضًا من أزد شنوءة، فيهم من يذكر وهم ثمالة تحل بلدًا بالسراة اسمه قوسي (الكامل للمبرد).

وغامد منهم أبو ظبيان الأعرج صاحب رايتهم يوم القادسية، وهو القائل:

نحن صِحَابُ الجيش يوم الأحْسَبَة


(١) "معجم البلدان" شنوءة.
(٢) ص ٢١٦.
(٣) هو كثير النجاشي على ما في "معجم البلدان".
(٤) ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>