للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السراة فروع من قبيلتي زهران وغامد، كما انتشرت فروع أخرى، قبل استيطان القبيلتين في السراة، ومن أهم تلك الفروع:

١ - بطون من زهران وأكثرهم من دوس، انتشروا في شرق الجزيرة، في عُمان، حيث كونوا إمارة عربية قبل الإسلام، واستمرت إلى عهدنا الحاضر، ولا تزال فروع من الأزد أكثرهم من دوس، يقيمون هناك على أنسابهم، مما يجده القارئ مفصلا في الكتب المؤلفة عن عُمان (١).

٢ - ومنهم من عبر البحر إلى بلاد فارس، وهم قسم من قبيلة سليمة من دوس، ويذكر مؤرخو عُمان أنهم كانوا ذوي شوكة وقوة في العهد الجاهلي حتى ألحقوا ضررًا بأحد ملوك الفُرس، ومن سليمة هؤلاء أناس كانوا يعيشون في بلاد فارس، في جبل القفس من إقليم كرمان، على ما ذكر ياقون الحموي ولطرافة ما تحدث به عنهم نورده بنصه قال:

قال الرهني: القُفْس جبل من جبال كومان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم؛ وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام، ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضًا عندهم وفي قدرتهم، ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان (رضي اللَّه عنه)، فلم يظهر لأحد منهم ذلك من ذلك الزمان إلى هذا الزمان، ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد، ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلى مسلم، إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم، وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه، قال الرهني: وإني وجدت الرحمة في الإنسان وأن تفاوت أهلها فيها، فليس أحد منهم يغار من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق، اللذين جعلا سببًا للأمر والزجر، ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة، ولذلك في هذه الخلة التي كأنها فى الإنسان صفة لازمة كالضحك، فلم أجد في القُفس منها قليلا ولا كثيرًا، فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزًا ولو جعلناهم


(١) سنفصّل إن شاه اللَّه عن قبائل عُمان في المجلد الثاني عشر من الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>