للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يعزى ويدعى ويؤمر وينهى، إذا ما كان على ما بأن لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح على سياسة سايس، ولا دعوة داع وهداية هاد، ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر، كان السبع الذي يقتل في الحرم والحل وفي السرق والأمر ولا يستبقى للاستصلاح والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الارعواء عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة، قال: وولد مالك بن فَهْم من الأبناء: فراهيد، والخمام، والهناءة، ونوى، والحارث، ومعن، وسليمة بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس. قال: والمتمرد من ولد عمرو بن عامر بوادي سبأ هو جد القُفس، وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم، وهو الفار من إخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال، قال الرهني: وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفس لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها، وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي ابن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- لا لعقد ديانة، ولكن الأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره، واستبشارهم عند وصفه (١). انتهى.

٣ - ومن دوس فرع استوطن الحيرة ونواحيها، وكون هناك إمارة صار لها صيت منتشر، وكان من ملوكها:

١ - مالك بن فهم بن غنم بن دوس كذا يقول النسابون، وأرى أن النسب مختصرًا.

٢ - ثم ملك أخوه عمرو بن فهم.

٣ - ثم جذيمة بن مالك بن فهم.

ولهذا الملك ذكر مستفيض في كتب التاريخ، وقد ذكر ابن جرير في تاريخه (٢) أنه أفضل ملوك العرب رأيًّا، وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزمًا، وأنه أول من استجمع له الملك بأرض العراق، وضم إليه


(١) "معجم البلدان" مادة تفس.
(٢) "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٧٥٠ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>