للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الثالث: أنهم بنو عمرو بن الأزد، أو بنو عمرو بن مازن الأزد، وعمرو في الأزد وفي العرب كثير، ويستبعد كونهم من بني عمرو بن مازن لكونهم كانوا من غساسنة الشام بخلاف بني عمرو بن الأزد والذين ذكرهم في "النسب الكبير" (١)، وذكر بطونهم فقال: ولد عمرو بن الأزد: ماوية بطن بِعُمَان، وربيعة وامرأ القيس وهم غسَّانيون، وألمع بطن بالحجاز أزديون، وحُدْجُنة بطن بالحجاز أزديون، وعرمان بطن بعُمان، وسعدًا والصّيْق الذين في عبد القيس هؤلاء بنو عمرو من الأزد. انتهى، والحجاز المذكور هنا هو السراة. وذكر الشيخ حمد الجاسر (٢) "في سراة غامد وزهران" بني عمرو هؤلاء فقال: بنو عمرو قال في كتاب "وصايا الملوك" المنسوب لعلي بن محمد بن دعبل الخزاعي: وأما من سكن السراة فبجيلة وخثعم والحجر ولهب وباه، وغامد وشكر وبارق وحاء وسَنْحان، وعلي بن عثمان، ودوس، ونمر، وحوالة، والبقوم، وشمران، وعمرو، ومثل هذا الكلام في "صفة جزيرة العرب" غير أن الهمداني يذكر بني عمرو مرة أخرى من سكان تهامة فيقول بعد ذكر سراة دوس وغامد: (وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو)، وهذا يدل على أنهم انتقلوا إلى تهامة في زمن متقدم، وبنو عمرو هؤلاء لا يزالون في موطنهم القديم وهم من الأزد) انتهى.

قلت: وبنو عمرو اليوم أكثرهم في تهامة، وقليل منهم في السراة في (حزنة) وما حولها وتقدم قول الهمداني ونصه: ". . . ثم سراة زهران من الأزد دوس وغامد والحر نَجْدُهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب وعويل من الأزد، وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية) (٣)، وقوله: وغورهم لهب وعويل من الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة. مضطرب، فلم يتقدم ذكر لبني عمرو هؤلاء، ولا يعرف في الأزد (عويل؟) ويظهر أن عويل تصحيف عمرو حيث أراد أن يقول: وغورهم لهب وعمرو من الأزد ثم استأنف قوله وبنو عمرو وبنو سواءة الذين هم في نجدهم خلطاء، والدعوة أي النصرة والحلف مع بني سواءة بن عامر أما (لِهْب) فلا زالت ببلادها من أغوار بني عمرو هؤلاء ودخلت (لهب) اليوم في بني عبد اللَّه من غامد أهل (شدا) بتهامة.


(١) النسب الكبير.
(٢) في سراة غامد وزهران للجاسر ص ٤٧٧.
(٣) صفة جزيرة العرب للهمداني.

<<  <  ج: ص:  >  >>