للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر الدكتور/ محمد نخلة التالي: "ويبدو أن السلطات العثمانية كانت تدفع رواتب لشيوخ القبائل، وذلك لتأمن شرهم، ولكن تلك الرواتب كانت قليلة، وفي أوائل عام ١٩٠٢ م طالب زعماء "آل مرة" و"بنو هاجر" بزيادة رواتبهم. . ولكن مطالبهم رفضت فقاموا بالاستيلاء على قافلة تابعة للدولة العثمانية كانت عبر الطريق بين الهفوف والعقير بالقرب من مكان يسمى "قهدية" ولقد نكل البدو بحرس القافلة، واستولوا على ما قيمته مليون روبية، بالإضافة إلى جميع البضائع التي كانت تحملها القافلة، وخسر العثمانيون في تلك الغارة العديد من رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بحراسة تلك القافلة مما آثار سخط الوالي فراح يعزل متصرف الأحساء آنذاك "موسى كاظم باشا"، وعين بدلا منه السيد "طالب النقيب" الذي عمل بحزم لإقرار الأمن في ربوع الأحساء، وقام بمهاجمة معسكر "آل مرة" المسؤولة عن مهاجمة القافلة الآنفة الذكر" (١).

وكان متصرف لواء الأحساء آنذاك هو موسى كاظم الحسيني الذي فوجئ بالحادث فبدا مرتبكًا ومحتارًا فيما يتخذ، فلما بلغ أمر الهجوم والي البصرة بادر بطلب عزل المتصرف لعجزه وطلب تعيين طالب باشا النقيب وإرسال قوة عسكرية معه مكونة من ٥٠٠ جندي مشاة وأربعة مدافع خفيفة لإعادة فرض هيبة الدولة العثمانية التي تزعزعت إن لم تكن قد زالت. وعندما وصل طالب باشا النقيب مدحه الشيخ عبد العزيز العجلي أحد مشائخ الأحساء البارزين في قصيدة عصماء حثه فيها على بذل الهمة في إعادة الأمن إلى ربوع الأحساء، ومما قاله:

قبائل سوء بالاهانة عودوا … وقد طال عن لقيا الهوان عهودها

وغرهم الإكرام منكم وهكذا … تجور باكرام الملوك عبيدها

وظنوا بأن الملك ليس لرعيه … حماه ولا يحوي رجالا تسودها

فهان ولي الأمر فيهم وقدره … ولم يحترمه وغدها ورشيدها

وقادوا إليه كل يوم بلية … قوافل تسبيها وقتلى تبيدها

ومن عسكر السلطان خمسين غادروا … على وهدات الرمل يجري صديدها

ولا ردهم عهد توثيق ولا يد … عليهم من الإحسان يجري مزيدها (٢)


(١) تاريخ الأحساء السياسي ١٨١٨ - ١٩١٣ م - د. محمد عرابي نخلة ص ٢٠٣.
(٢) المؤلف لكتاب آل مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>