للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل موسى واحدًا من الحويطات فريق أبي طقيقة يدعى أبو ريشة فرحل هو وإخوانه تبعًا لعوائد العربان ونزلوا على حفائر ماء واقعة في رأس وادي العريش تدعى الروافعة وعندما وردوا الحفائر المذكورة وجدوا الترابين قد أتوا إليها قبلهم بيوم واحد. فشربوا من الماء المذكور وأسقوا منه إبلهم؛ ولذلك غضب الترابين فكسروا حميلهم (١) فانتقموا هم أيضًا من الترابين في اليوم التالي وكسروا حميلهم فلم الترابين شعثهم وجمعوا جموعهم وأرادوا أن يهجموا على المحمديين لكنهم تريثوا قليلًا وأرادوا أن يجسوا نبض خصومهم ويستطلعوا طلعهم ليدركوا مبلغ قوتهم ومقدرتهم على الطعن والنزال، فأرسلوا إليهم رسلًا عادوا إليهم وأفهموهم أنه ليس من الحكمة مهاجمتهم، فعدلوا عن الهجوم، وضافوا كبارهم، فتحالفوا حلفًا أبديًا: "وحتى ينشف البحر أو ينبت في الكف الشعر" (٢). وعلى هذا النمط دخلوا هم وباقي فرق العزازمة الحرب التي نشبت نيرانها بين حلفائهم الترابين والجبارات، وبين الترابين والسواركة، وبين الترابين والتياها. وظل العزازمة حلفاء أصدقاء للترابين حتى قبيل تأسيس السبع ببضع سنوات، حيث قامت الحرب بينهم وبين الترابين من أجل الأراضي، ولم تنته (٣) إلا بتأسيس مدينة السبع، كما بينا ذلك في غير هذا المكان.

ينقسم العزازمة في يومنا هذا إلى عشر عشائر هي:

١ - المحمديون: شيخهم عودة بن سليمان بن صالح بن سليمان أبو جخيدم.

٢ - الصبحيون: شيخهم سلام بن عيد بن مسلَّم بن كريشان.

٣ - الصبيحات: شيخهم سالم بن مسلَّم بن نصار بن عيادة أبو سمرة.


(١) أي جرار الماء.
(٢) أي حلف لا نهاية له.
(٣) راجع تاريخ بئر السبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>