للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسيفٍ صَارِمٍ الحَدِّ … وزقٍّ أَحْدَبَ الظَّهْرِ

وَظَبْي يَعْطِف الأُزْرَ … وَيثْنِيها على الخَصْرِ

على أَلْطفِ ما شُدّتْ … عليه عُقَدُ الأُزْرِ

مَهَاةٌ تَرْتَمي الألبا … بِ عَنْ قَوْسٍ مِنَ السِّحْرِ

لها طَرْفٌ يَشوبُ الخمـ … ــــــرَ للنُّدْمان بالخَمْرِ

عَفيفُ اللَّحظ والأَعضا … ءِ في الصَّحْو وفي السُّكْر (١)

عَلَى عَذْراءَ لَمْ تُفْتَق … بنارٍ لا ولا قِدْرِ

عَجُوزٌ نَسَجَ الماءُ … لَها طَوْقًا من الشَّذْرِ (٢)

كأنَّ الذَّهبَ الأحمـ … ـــــرَ في حَافَاتِها يَجْرِي

وَليلٍ تَرْكَبُ الرُكبَا … نُ في أَجوافِه الخُضْرِ

بأرضٍ تُقَطعُ الحَيْرَ … ةُ فيها بالقَطَا الْكُدرِ (٣)

تمسَّكتُ على أَهْوَا … لِها باللَّه والصَبْرِ

وإعمال بنات الريـ … ــحِ في المَهْمَهِ والقَفْرِ

شماليلَ يُصافحن … مُتُونَ الصِّخْرِ بالصَّخْرِ

بإيجافٍ يَقُدّ الليـ … ــــــــلِ عَنْ نَاصيةِ الفَجْرِ (٤)

أنشد لعدد من الشعراء في مجلس المأمون مثل بشار ومسلم ابن الوليد ونظرائهما فلم يهش لشيء من ذلك، وفضل عليهم أبا الشيص الخزاعي لقصيدته التي يقول فيها:

جَلا الصبحُ أوْنيَّ (٥) الكرَى عَنْ جُفُونِهِ … وفِي (٦) صَدْرِهِ مثلُ السِّهَامِ الَقواصِدِ

تَمَكَّنَ من غِرَّاتِه الحبُّ فانْتَحَى … عَليهِ بأَيْدٍ أَيِّداتٍ حواشدِ (٧)


(١) في الشعر والشعراء: الإغضاء. وكلاهما ذو معنى.
(٢) الشذر: الخرز وقطع الذهب.
(٣) القطا: طائر يضرب بها المثل في الهداية.
(٤) الإيجاف: الإسراع. ويقد: يقطع. طبقات الشعراء - لابن معتز (٧٧).
(٥) آن يؤون أونًا: استراح، والأوني نسبة للاستراحة. وفي المختصر (لذات).
(٦) في الأصل: وعن.
(٧) الأيد: القوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>