للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان سليمان هذا رئيس دعاة بني العبَّاس، وهو أحد النقباء الاثني عشر لتلك الدعوة (١)، وهو من النشطاء المخلصين لها ولقد تعرض للهلاك في العهد الأموي وفي سنة (١١٧ هـ) أخذ أسد بن عبد اللَّه جماعة من دعاة بني العباس بخراسان، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم، وكان فيمن أخذ سليمان بن كثير وآخرون معه، فذكر أن سليمان بن كثير قال: أتكلم أم أسكت؟

قال أسد: بل تكلم.

قال سليمان بن كثير نحن واللَّه كما قال الشاعر:

لو بِغَيرِ الماءَ حَلْقي شَرِقٌ … كنتُ كالغَصَّانِ، بالماء اعْتِصَاري

تدري ما قصتنا؟ صيدت واللَّه العقارب بيدك أيها الأمير؛ إنا أناس من قومك، وإن هذه المضرية إنما رفعوا إليك هذا لأنا كنا أشد الناس على قتيبة بن مسلم؛ وإنما طلبوا بثأرهم (٢).

فاستشار الأمير أصحاب الرأي لديه، فمنَّ بهم على عشائرهم منهم سليمان بن كثير الخزاعي، فأطلق منهم أهل اليمن، ومن كان من ربيعة لحلفهم مع اليمن (٣).

وكان سليمان يحظى باحترام العباسيين لإخلاصه ونصيحته لهم، ولكن أبا مسلم الخراساني أساء الظن به فأحضره وقال له: أتحفظ قول الإِمام لي: من اتهمته فاقتله؟

قال: سليمان نعم.

قال: أبو مسلم فإني قد اتهمتك.

قال سليمان: أنشدك اللَّه!

قال أبو مسلم: لا تناشدني، فأنت منطو على غش الإِمام، وأمر بضرب عنقه (٤) وكان أبو مسلم يقتل على الظن والشبهة حتى بلغ عدد قتلاه مئات الألوف.


(١) نسب معد ٢/ ٤٦٣.
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ١٠٧.
(٣) الكامل في التاريخ ٥/ ١٩٠.
(٤) الكامل في التاريخ ٥/ ٤٣٦، ٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>