ومن بني سَهْم حيَّان بن يزيد الذي قال له أبو موسى الأشعريُّ: إن باهلة كانت كراعًا، فجعلناها ذِراعًا. قال: ألا أدلُّك على الأم من باهلة: عَكٌّ وأخلاطُها من الأشُعَرِيين. فغضب أبو موسى -رضي اللَّه عنه- ثم قال: يا سَابَّ أميره.
ومن باهلة ثم من بني عمرو بن عبدٍ: جَحْلُ بن نضلة، كان شريفًا في الجاهلية، وعرض ابنه شبيب على أبي موسى وهو شيخ، فقال: أنت بال على بال. فقال شبيب بن جَحْل بن نضلة:
رآنِى الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: بَالٍ … عَلَى بَالٍ وَلَمْ يَعْلَمْ بَلائِي
وَمِثلُكَ قَدْ كَسَرْتُ الرُّمْحَ فِيهِ … فَآبَ بِدَائِهِ وَشَفَيْتُ دَائِي
ومن بني عَمْرو بن عبدٍ: قُرَّة بن حيان، صاحب قنطرة قوة بالبصرة وكان من وجوه قومه، قال: ومن مواليهم عبيد الصيد الصيرفي.
قال: وكان علي بن أصمع الباهلي يقرأ الكتب على منبر البصرة، ووجه بنو عقيل مولى لهم يقال له زياد، ليمتار لهم، فأتاهم ولم يَمْتَرْ لهم، فسألوه عن أخبار أهْل البصرة، فحدثهم أن علي بن أصمع تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة، فقال شاعرهم:
بَعَثْنَا زِيَادًا مَائِرًا لِيَمِيرَنَا … فَمَا جَاءَنَا إِلا بِصِهْرِ ابْنِ أَصْمَعَا
ومن بني قتيبة ومن باهلة حاتم بن حمران، ولي بعض أمر البصرة، فمنع إبلا للفرزدق من الرعي فقال:
وَتَمْنَعُ إِبْلِي أَنْ تَجُوزَ إِلَى الحِمَى … وَأَنْتَ تُجِيْزُ الحُمْرَ يَا عَبْدَ حَاتَمِ
قَرَابَتُهُ شَرْطُ ابْنِ حِمْرَانَ دُوْنَهَا … إِذَا نَفَذَتْ قَامَتْ عَلَيْهَا المَآتِم
ومن باهلة بنو حبيب بن زيد يذكرون أنهم من بني الأعرج، قال الشاعر منهم:
فَإِنْ تَكُ عَنْ نَسَبِي غَافِلًا … فَإنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي الأَعْرَجِ
وَمِنْهُمْ خُلِقْتُ وَمِنْهُمْ أَبِي … كَمَا لُزَّتِ العُنْقُ بِالمِنْسَجِ