للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَبَلة قبل الإسلام بأربعين سنة، وكانت بنو عبس يومئذ في بني عامر حلفاء، فاستعدى لقيط ببني ذُبْيَان لعداوتهم لِعبس من أجل حَرْب دَاحِس، فأجابته غطفان كلها -غير بني بدر- وكان مع بني عامر بنو عبس وغني، وباهلة، وكان رهط مُعَقِّر البارقي يومئذ في بني نمير بن عامر، وكانت قبائل بجيلة كلهم فيهم غير قَسْر (١)، وقد صارت الهزيمة على تميم فقتل لقيط رئيس القوم، وقتل آخرون من مشاهيرهم، وأسر حاجب بن زرارة -أخو لقيط- ويظهر أن لباهلة في تلك الوقعة مقامًا محمودًا، فقد بقي حاجب أسيرًا عندهم كما يفهم من قول جرير:

وَيَوْمَ الشِّعْبِ قَدْ تَرَكُوا لَقِيْطًا … كَأنَّ عَلَيه خَمْلة أَرْجُوَانِ

وَكُبِّلَ حَاجِبٌ بِشَمَامَ حَوْلا … فَحَكَّم ذَا الرُّقَيْبَةِ وَهْوَ عَانِي

وشَمَامُ جبل باهلة المشهور في بلادها، المطل على هجرة (عَرْوا) وحرفت العامة اسمه من (ابني شمام) إلى (أذني شمال) كما حرفوا اسم (أسنان بلالة) وهي شناخيب بارزة من العَرَمة بين الرياض وبين الخرج فسموها (ثنايا بلال).

وتقدمت الإشارة إلى أن أخبار العرب قبل الإسلام لم يدون منها إلا اليسير؛ ولهذا يرد في الشعر ذكر حوادث لا يجد الباحث تفصيلا لها فيما بين يديه من المؤلفات. ومما ورد فيه افتخار الباهليين بانتصاراتهم على أعدائهم في الحروب في أيام منها:

١ - أرمام: وتقدم أنه في بلاد باهلة في جنوبها - كما سبق ذكره في الكلام على بلاد باهلة في رسمه ورسم (بدر).

٢ - ساجر: والموضع لا يزال معروفًا، وقد أصبح منذ عشر الأربعين من القرن الماضي هجرة مسكونة.

٣ - سِلَّى: وقد قرن بالموضع الذي قبله مما يدل على تقارب الموضعين، ويؤيد هذا أن صاحب كتاب "بلاد العرب" قال في الكلام على بلاد ضَبَّة (٢): ثم في رملة يقال لها جراد ماءة يقال لها الربَّاء. . وسلى وساجر لأخلاط ضَبَّة.


(١) "نهاية الأرب": ١٥/ ٣٥٢.
(٢) ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>