لحَى اللَّه قَوْمًا بِالكُلابِ شَهِدتُّهُمْ … صَمِيْمَهُمُ والتَّابِعينَ المَوَالِيَا
وَلَوْ شِئْتُ نَجَّتْنِي مِنَ القَوْم شطبَةٌ … تَرَى خَلْفَهَا الكُمْتُ العِتَاقُ تَوَالِيَا
وَكُنْتُ إِذَا مَا الخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا … لَبِيْقًا بِتَصْرِيْفِ القَنَاةِ بَنَانِيَا
فَيَا عَاصِ فُكَّ القَيْد عَنِّي فَإنَّنِي … صَبُورٌ عَلَى مَرِّ الحَوَادِثِ نَاكِيَا
فَإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا بِيَ سَيِّدَا … وَإِنْ تُطلِقُونِي تُحْرِبُونِيَ مَالِيَا
وقد حدثت الوقعة في وادي الكلاب، وهو وادٍ في عالية نجد، يرى بعض الباحثين أنه هو وادي الشَّعْرَاء المنحدر من نَهْلان، لقربه من حُذنَّة ومُجَيْراتٍ، هي قُوْرٌ ورد ذكرها في خبر يوم الكلاب في شعر محرز بن المُكَعْبر الضَّبِّي حيث قال:
ظَلَّتْ ضِبَاعُ مُجَيْرَات يَلُذْنَ بِهِمْ … وأَلْحَمُوهُنَّ مِنْهُمْ أَيَّ إلْحَامِ
سارُوا إلينَا وهُمْ صِيدٌ رُؤُوسُهُمُ … فَقَدْ جَعَلنَا لَهُمْ يوْمًا كأيَّامِ
حَتَّى حُذُنَّةُ لَمْ نَتْرُكْ بِهَا ضَبُعَا … إِلا لَهَا جَزَرٌ مِنْ شِلْوِ مِقْدَامِ
ولكن قول لبيد:
لاقَى الكُلابُ البَدِيَّ فَاعْتَلَجَا … سَيْلُ أَتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غلبَا
فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاءِ كَمَا … دَعْدَعَ سَاقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا
يدل على أن وادي الكلاب يفيض سيله في وادي السرة، وليس كذلك وادي الشعراء.
لهذا فليس من المستبعد أن يكون وادي الكلاب هو ما يعرف الآن باسم وادي عُصَيْل.
ويلاحظ أن هذه الوقعة هي يوم الكلاب الثاني، وهناك يوم الكلاب الأول، وقع بين شُرَحْبِيل وسلمة ابني الحارث بن عمرو الكندي في حدود العراق.