للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتُفْرَسِي بِالسَّوْدِ كُلَّ مَفْرَسِ … وَقَبْلَ وِرْدِ العَرَكِ المُعْلَنْطِسِ

مما يدل على أن العُقَيْليين وهم من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الذين انضوت إليهم باهلة، أصبحوا ينظرون إليها نظرة كراهية، وكان ذلك في آخر القرن الثالث الهجري.

إذ تلك الإشارات توضح أن قبيلة باهلة لم تستطع الاحتفاظ ببلادها منذ عهد مبكر، وأن جيرانها -ومنهم من كانت تؤمل منه نصرًا وحماية- قد تكالبوا عليها حتى اقتطعوا كثيرًا من بلادها، وهي بلاد تتميز بصفات تجعلها مطمعًا لأعداء القبيلة من حيث وفرة المياه وخصوبة الأرض وكثرة المعادن.

وسأورد أسماء ما وقفت عليه فيما اطلعت عليه من المؤلفات من المواضع المنسوبة إلى قبيلة باهلة، ومن دراستها بتعمق يتضح للباحث أن تلك القبيلة كان لها من القوة والانتشار ما أحلها مكانة بارزة بين قبائل الجزيرة، على أن مما تجب ملاحظته أن بني باهلة هم وإخوتهم غني كانوا زمنًا طويلا يجمعهم كيان واحد، ويشتركون في منازلهم، وكثيرًا ما تنسب بعض المنازل إلى أحد الفرعين (غني) أو (باهلة) وهو للفرع الثاني، أو يتشاركان فيه؛ ولهذا لم أذكر المواضع المنسوبة إلى غَنِيٍّ لكثرتها، وإنما اقتصرت على ما خصت به باهلة فيما اطلعت عليه، ويلاحظ كثرة التصحيف والتحريف في هذه المؤلفات عند إيراد أسماء المواضع، وقد أوردتُّ كثيرًا منها كما ورد في تلك المؤلفات، وإن كانت مواقعها مجهولة لدي، فقد يهتدي بعض الباحثين إلى وجه الصواب فيها.

ومعلوم أن تلك المواضع تحلها الآن فروع من قبائل أخرى بعد أن تشتت قبيلة باهلة وحل ما بقي من فروعها بلادًا أخرى متباعدة متفرقة، إلا أن تلك المواضع القديمة مما قد يحتاج الباحث إلى معرفة موقعه بصوف النظر عن سكأنه لوروده في النصوص القديمة التي لا تختص دراستها بقبيلة دون أخرى أو في زمن دون آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>