للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحمضتان حمضة التَّسْرير وحمضة الجَرِيب كذا قال ومعروف أن بلاد فروع غطفان تتصل إلى وادي الجَرِيْب مما لا يتسع المجال لتفصيله.

ويشير الهجري إلى أن من بطون باهلة من بقى مع غني في بلادها فيقول - وهو يتحدث عن النير وما بقربه من الجبال والأودية فيعد منها نضاد (١): وفي ناحية نضاد دار غني التي فيها النقب وفيها حقوق بني جأوة بن معن الباهلي، وحقوق غني فاختلطوا هناك. وهناك مياه عدة لبني جأوة في غربي ثهلان، وذكرها بما سيأتي مفصلا.

فكان منازل باهلة لم تنتقل في أول الأمر إلى العرض بل بقيت فروع منها مستقرة في مواطنها القديمة القريبة من منازل قبيلة غطفان أقرب القبائل إليها تسبًا، حتى زحزحت عنها بفروع من بني عامر بن صعصعة من هوازن.

ولقد أدرك قبيلة باهلة ما يدرك غيرها من القبائل من الضعف بعد القوة، والقلة بعد الكثرة، مما سبب تفرق كثير من فروعها فارتحلت إلى بلاد أخرى، كالحال في بني وائل أحد فروعها، فقد كان هذا الفرع يحل بيشة في العهد النبوي، وكبني أمامة الذين تولوا سدانة ذي الخلصَة فى العهد الجاهلى، حتى جاء الإسلام فقتل عدد منهم عند هدم الصنم.

وترد إشارات في كتب المتقدمين تدل على أن قبيلة باهلة تنضم في بعض الأحيان إلى قبيلة كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة التي تجاور بعض فروعها قبيلة باهلة، وقد تخالطها في بعض البلاد مما سبب مزاحمة تلك الفروع لقبيلة باهلة، أدت تلك المزاحمة إلى احتلال بعض بلادها، وقد يكون من بين تلك الفروع من يندفع لأسباب نجهلها لمؤازرة فروع أخرى يجاورون باهلة في البلاد كبني نمير الذين تقع بلادهم في الجنوب، وفي الغرب من بلاد باهلة، بحيث نجد عُقَيْليًا يخاطب باهلة بقسوة فيقول (٢):

بَاهِلَ زِيْحِيْ عَنْ نُمَيْرٍ واخْنَسِي … إِنَّ تُمَيْرًا لَكِ أَنْ تُكَبَّسِي

يَطَاكِ واطِيْهَا بِخُفٍّ مُلْطَسٍ … وتُنْحَسِي وتُنْخَسِي وَتَنْخَسِي


(١) "أبو علي الهجري": ص: ٢٧٠.
(٢) "بلاد العرب": ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>