للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسوفة هذه لا تزال معروفة، تقع شمال بلدة القويعية بخمسة وثلاثين كيلا، والاسم الآن يطلق على واد وعلي أَكَمَةٍ صغيرة، وأرض واسعة، تقع شرق وادي الحَرْمَلِيَّةِ، شمال بلدة القويعية، وغرب نُفُودِ السِّرِّ بقرب خط العرض: ٠٠/ ٢٤ وخط الطول: ١٠/ ٤٥ أما الجُبيل المعروف باسم سوفة فعلى مقربة من ذلك الوادي الصغير في شرقه قرب خط العرض: ٢٠/ ٢٤ وخط الطول: ١٥/ ٤٥، وسوفة هذا من أشهر المواضع التي تكرر ذكرها في الشعر القديم، وقد ترد في بعضها مصحفة بالقاف (سوقة).

أما من ناحية الشمال فإنَّ بلاد العِرْض وما يتصل بها شمالا حتى نواحى ثَهْلان ومُجَيْرَاتٍ وَحذُتَّةَ، وما حولها بمنطَقة الدَّوَادمِي لابُدَّ أن تكون داخلةً في اسم السَّوْدِ سَودِ باهلة.

على أنَّ بلادها من تلك الجهة قد تمتد في بعض الأحيان، فقد جاء في كتاب "النقائض" (١): عَاقِلُ وادٍ ببلادِ قَيْسِ، وهو اليَوْمَ لِبَاهِلَة بن أَعْصُرَ. ومؤلف "النقائض" أبو عبيدة عاش في القرن الثاني الهجري، وأدرك أول القرن الثالث، وعاقِلُ وادٍ لا يزال معروفًا باسم (العَاقِلي) في جنوب غرب القصيم، من روافد وادي الرُّمَةِ، يقع شرق مدينة الرَّسِّ، بقرب خط العرض: ٤٥/ ٢٥، وشرق عاقِلٍ رَمْلٌ يدعى العقار، نُسِب في بعض الكتب إلى باهلة - كما سيأتي في الحديث عنه.

ومن الناحية الغربية يظهر أن بلادها لا تتعدى المرتفعات الغربية من منطقة العرض، هذا في الغالب الأعم، فتلك البلاد التي عُرِفَتْ منذ القديم باسم سَوْدِ باهلة كما عُرِفَتْ باسم عِرْضِ شَمَامٍ هي بُحْبُوحَة بلاد تلك القبيلة التي استقرت بها بعد أن عمرتها فاستوطنتها، وتمكنت من حمايتها والدفاع عنها.

ويظهر أن قبيلتي غني وباهلة كانتا تحلان على مقربة من بلاد غطفان أقرب القبائل إليهما نسبًا، وأن منازل القبائل الثلاث كانت متصلة لأن الهجري (٢) نقل عن مشايخ من أهل ضرية أن الإسلام جاء، وكل ماء من الحَمْضَتَيْن لِغَنِيٍّ،


(١) ٢٣.
(٢) "أبو علي الهجري": ص ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>