للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وينسى الأخطل أنه قال عن حاتم بن النعمان (١):

وَسَوَّدَ حَاتِمًا أَنْ لَيْسَ فِيْهَا … إِذا مَا تُوقدُ النِّيْرَانُ نارُ

ولا يمدُّني ما لدي من مصادر عن امتداد استقرار الأسر الباهلية في هذه الجزيرة، ولكن نجد أن أحد موالي باهلة وهو أحمد بن العلاء بن هلال كان قاضيًا على ديار مُضَر، أي هذه الجزيرة، ما ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٢) في سنة ست وأربعين ومائتين، مما يدل على رسوخ أقدام الباهليين في هذه البلاد.

كما نجد في كثير من تراجم مشاهير القبيلة ما يفهم منه استيطان فروع منها خارج بلاد العرب في الشام وفي مصر - وفي خراسان وفي الأندلس وغيرها من البلاد، بحيث اندمجت تلك الفروع في السكان حتى جهلت أنسابهم.

لقد كانت باهلة منذ العهد الجاهلي حتى جاء الإسلام تحل بحبوحة واسعة من بلاد نجد، واقعة في مسمى اليمامة قديمًا (٣) تدعى العِرْض، فيما بين خطي الطول: ٠٠/ ٤٤ و ١٥/ ٤٥، وخطي العرض: ٠٠/ ٢٣ و ٢٠/ ٢٤، هذا التحديد يشمل وسط بلاد تلك القبيلة ولا شك أنها تتجاوز هذا التحديد من كل الجهات، تبعًا لتوسعها وقوتها، وتنكمش تبعًا لضعفها وانحسارها في هذه الأرض المحدودة، فجبل يذبل المعروف باسم (صَبْحا) الآن وهو من أشهر أعلام بلاد هذه القبيلة -كما سيأتي في الكلام عليه- يقع في جنوب بلادها على الجانب الشمالي الشرقي من رَمْل السُّرَّة (نفيذ السُّرَّة) بقرب خط الطول: ٤٥/ ٤٤ وبقرب خط العرض: ١٥/ ٢٣. وبلاد باهلة تتجاوز هذا حيث تبلغ صاحة وعماية الواقعتين بقرب خط العرض: ١٠/ ٢٢ وخط الطول: ٢٦/ ٤٤.

ونجد من أعلام بلاد القبيلة في الجهة الشرقية (سُوفَة) ورد في الخبر عن الصحابي جهم بن كلدة الباهلي: لما أتانا نعي النبي -صلي اللَّه عليه وسلم- ونحن بِسُوْفَة، وهي جرعاء من أرض باهلة، فقوض الناس بيوتهم، فما بنيت سبع ليال (٤).


(١) المصدر السابق: ٢/ ٤٧٤.
(٢) ١٣/ ٣١٠.
(٣) "معجم ما استعجم": ٩٠.
(٤) "الإصابة" حرف الألف القسم الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>