للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعليقات عشيرة كانت من جملة العشائر التي تعمل في وادي العلاقي في أرض المعدن، وبعد أن أصاب الوادي الخراب، نزحوا شمالًا إلى بلاد الصعيد وإلى سيناء، والظاهر أن تسميتهم نسبة إلى العلاقي، ومنهم فروع سكنت بين المضيق وكرسكو وهم ينتمون إلى عَقِيل بن أبي طالب (١). ومن ذرية عَقِيل أيضًا جماعة الصواردة في بلاد المحس (٢).

وفي دنقلة، عاشت أسرة سوار الذهب، وهو الشيخ ساتي محمد ولد عيسى، وفي رواياتهم أنه يرجع في نسبه - من جهة أبيه - إلى العباس، ومن جهة أمه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وفي بوهين سكنت جماعة من القادنية ويتصل نسبهم بمحمد بن الحنفية، وأول من ذكر منهم الشريف محمود بن. محمد بن سليمان بن جعفر بن عبد الله (٣).

وفي أنحاء السودان تفرقت جماعات أخرى كثيرة تنسب إلى قريش، وليس من اليسير إحصاؤها، وحسبنا أن نذكر منهم العبابدة، وهم يروون أنهم من نسل الزبير بن العوام، ويربطون نسبهم بالكواهلة. وسنرى أن العبابدة والكواهلة كانوا من قبائل أرض المعدن، ومنها تفرقوا في أنحاء وادي النيل.

ومن قريش "البطاحين" وهم يقولون أن اسمهم مشتق من بطحاء مكة، ويلتقون في نسبهم مع أجداد الجعليين. وقد روى لي أحد رواتهم أن هجرتهم كانت من طريق مصر إلى غرب السودان، ولهم في كردفان آثار يعرفونها، (وصاروا ينتجعون المراعي ومعهم أبناء عمهم القنن، فنزلوا بالضفة الشرقية للنيل في المكان الواقع شرقي الجريفات اليوم إلى ما بعد شرقي الحلفاية شمالًا (٤)).


(١) بركهارت ١٦ هامش (رحلاته إلى النوبة - الترجمة العربية).
(٢) عثمان حمد الله: ٢٠٤.
(٣) أحمد بن الفقيه: ١٩٢ - ١٩٣.
(٤) رواية الشيخ حسن طلحة من أعيان البطاحين، في خلال زيارتي لأبي دليق منذ سنوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>