للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجعليين عباسيون، وأن جعلا ليس إلا لقبًا لإبراهيم. وفي روايات أخرى أن الذي سُمي جعلا هو "عبد الله جعل" حفيد إبراهيم جعل أو الجعلي (وقد يختلط بعض الناس فيقول عبد الله جعل، أو إبراهيم جعل، فإن عبد الله حفيد إبراهيم فلا غرابة ولا داعي للجدل) (١). ويلاحظ أن نسب الجعليين المتفق عليه يشتمل على بعض أجداد من أعقاب سبأ مثل يمن الخزرجي وذي الكلاع الحميري وهو ابن سعد الأنصاري نسبة إلى أمه الأنصارية، إلا أنه يستمر بعد ذلك إلى العباس: (سعد الأنصاري بن الفضل بن عبد الله بن عباس).

أما الطالبيون فمركزهم الرئيسي في وادي الكنوز ووادي النوبة إلى حدود دنقلة، ونحن نعلم أن جيرانهم "الكنوز" من بقايا بني كنز الدولة (ربيعة) الذين كانوا سندًا قويًّا للدولة الفاطمية. ولا يبعد أن يكون الطالبيون قد اختاروا هذه المنطقة لصلة تربطهم بالكنوز. ويبدو أن هذه المنطقة ظلت طالبية حتى وفد إليهم جماعات أخرى مثل الجوابرة والغربية فسكنوا إلى جوارهم.

فالركابية يسكنون أواسط بلاد المحس، ومواطنها الرئيسية في مركز دنقلة وهم ينتسبون إلى جد من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو ركاب بن غلام الله بن عائذ. وإن صحت الروايات المتواترة لديهم، تكون هجرتهم من الناحية الشرقية من طريق البحر الأحمر. وقد هاجر منهم كثير إلى غرب السودان (٢).

وقبيلة الجعافرة نسبة إلى جعفر بن أبي طالب، كانت منهم جماعات تنزل الصعيد الأعلى وما زالت بقاياهم إلى اليوم، بين قوص وأسوان، ثم انتشرت طوائف منها جنوبًا إلى بلاد المحس ومع ذلك فإن لهم شعبة الآن تعيش في كردفان، وتتصل بالجوامعة (٣).


(١) عثمان حمد الله ١٦٩.
(٢) محمد عوض ١٩٣.
(٣) نفس المرجع ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>