وبعد أن يورد أحد أفراد هذه الأسوة ما نقل عن ابن عيسى يضيف: نزح البواهل نحو الغرب حيث توفي أحدهم في النفود (الشقيقة) غرب المِذْنب، ويعرف الآن بخل الباهلي القبلي. قال أحد شعراء البواهل بعد مغادرتهم بلدة المِذْنب:
يَا دِيرتي بين الوَدَيّ وخَرْطَمْ … يلذّ على بالِي مُرَاعَى قِصُوْرَهْ
ونزلوا الأثلة وعمروها وكانت الأثلة آبارًا قديمة وفي جنوبها مكان قديم يدعى (المنزلة). وكان نزولهم الأثلة بعد نزوحهم من المذنب في القرن الحادي عشر (عام ١٠٢٥ هـ) كان أميرًا من حمولة الوقيان (الرُّشيْد) حسن الرُّشيْد الوُقَيَّان الباهلي، وبعده فهد الوقيان الرشيد الباهلي.
ولا تزال أسر كثيرة من باهلة منتشرة في القرى القريبة من بلادها القديمة، كالدوادمي والشعراء وفي القويعية وفي قرى العِرْض، وفي الوشم، كما في بلدة نَفْءٍ (نَفْيٍ)، وكانت في القديم من بلاد بني غَنِي إخوة باهلة، الذين يظهر أن اسم باهلة غمرهم، وفي بلدة الأثلة المجاورة لبلدة نَفْءٍ (نَفْيٍ) وفي أُضاخ وفي قرى السِّر، وكل تلك القرى ليست بعيدة عن مواطن باهلة القديمة.
يضاف إلى هذا انتشار أسر أخرى في الوشم وفي سدير.
أما انتشار هذه القبيلة في الأقطار العربية التي فتحها المسلمون في أول العهد الإسلامي فمن الأمور التي لا يستطيع الباحث أن يتمكن من تحديد جميع البلدان التي استوطنتها فروع تلك القبيلة، فقد بلغت أقصى المغرب في بلاد الأندلس، قال الإمام ابن حزم في "جمهرة النسب"(١): وكان منهم بِجَيَّان: بنو عبد الخالق ابن محمد بن أحمد (القاضي) ابن الوليد (قاضي) بن عبد الخالق (قاضي) بن عبد الجبار بن قيس بن عيد اللَّه بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم.
ويجد الباحث في المؤلفات الأندلسية ذكرًا كثيرًا لعلماء من هذه القبيلة، ومنهم عبد الواحد بن أبي السداد الباهلي، وهو من مشاهير العلماء الذين أخذ