ويتناقل العامة في نجد أنباء عن حرب وقعت بين باهلة وبعض جيرانها في بلدة المِذْنب من منطقة القصيم، ولا شك أن بعض فروع باهلة قد استقرت في بلدة المذنب، وبعد هزيمها في حرب وقعت هناك انتشرت في بعض القرى القريبة منه، مثل نبعة والمُرَبَّع، بحيث لا يزال لها بقية في هاتين القريتين.
وقد نقل الشيخ عبد اللَّه بن عبد الرحمن البسام عن الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (١٢٧٠ - ١٣٤٣ هـ) ما نصه (١) - عن سكنى باهلة في المذنب من القصيم:"وحصن البواهل هو القصر المعروف شمال الجامع وهو خارج عنه، بينهم سوق عرضه ستة عشر ذراعًا، والقصر له باب واحد، وغزاهم بعد ذلك السُّدَيْري، وحاصرهم، فلما طال عليهم الحصار استعانوا عليه بقبيلة من بلدة عُنَيْزة تدعى الفُضُول، وأعطوهم نصف القصر ونصف عقارهم من نخل وأرض وآبار، فلما شدد عليهم السُّدَيْري الحصار قدم عليهم عبد اللَّه بن إبراهيم الخُرَيْدلِي، وذلك في القرن العاشر، وقدوم عبد اللَّه الخريدلي من القرعة القرية المشهورة في الوشم بقرب أشيقر، فاشترى نصف المِذْنَب من البواهل، وكذلك اشترى أخوه معجل وأبناء عمهم آل إبراهيم المعروفين بآل شامخ الآن - اشتروا ماله (؟) ثم تتابعت هجرة النواصر وهم من ذرية رحمة، ثم ازدادت هجرة النواصر إلى المذنب فاشتروا نصيب الفضول منه، وتولى الإمارة قيه عبد اللَّه الخريدلي، ثم بعده ابنه إبراهيم". انتهى.
ويروي العامة أن من آثار تلك الحرب طريقًا يعرف بدرب البواهل في النفود الواقع شرق المذنب فيما بينه وبين الزُّلْفي.
ولعل ما ذكره بعض المؤرخين عن موسى بن حَنْتَم الباهلي له صلة بتلك الحرب، فهل كان الفضول الوارد ذكرهم في كلام ابن عيسى هم الفضول المنتمين إلى بني لام، وكان هؤلاء أعداء لأمير باهلة موسى بن حنتم، أم هم فضول آخرون؟!!