للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخُزَر بن ذي الصُّوفَة بن أعْوَج، فرس مسلم بن عمرو الباهلي في الإسلام، وكان مسلم اشتراه من أعرابي بالبصرة بألف درهم، معاوضة بمتاع، وذكر أنه كان في عنقه رَسَنُ حين أدخله الأعرابي يطير عفاؤه، فسبق الناس عليه عشرين سنة، وكان يسبق الخيل ثم يحرن حتى تلحقه الخيل، فإذا لحقته سبقها ثم حرن ثم سبقها، وكان الحجاج قد بعث بابن له يقال له: (البِطَان) إلى الوليد بن عبد الملك، فصيره لمحمد ابنه، وولد البطانُ البَطِيْن، وولد البطينُ الذائد، وكان هشام بن عبد الملك يشتهي أن يسبق الذائدُ، فأتوه بفرس بَرْبَري يقال له (المكانب) بعدما حطم الذائد، وسبق أيضًا عشرين سنة، قال: فضمه إليه فكان سائسه يقول: جَهَد المكانب الذائد، جهده اللَّه، أي في الجري وهو متفسح، قال: فجاء معه يتقدمه بشيء، والذائد ابن البطين، وأشقر مروان من نسل الذائد.

قال الأصمعي: كان عبد اللَّه بن علي قدم بأشْقر مروان البصرة، قال: فرأيته أشقر أعور، من نسل الذائد، قال: وحدثني جعفر بن سليمان قال: كان لا يدخل على الذائد سائسه حتى يأذن يحرك له مخلاةً فيها شعير، فإن تحمحم دخل عليه، وإن هو دخل قبل أن يفعل ذلك شد عليه، وكذا كان يصنع بالفرس إذا جرى معه يكدمه.

قال الأصمعي: الوجيه ولاحق والغراب وسبل وهي أم أعْوج كانت لغني، وأعْوَج كان لبني آكل المُرَار، ثم صار لبني هلال بن عامر، وجروة فرس شداد بن عَمْرو، أبي عنترة بن شداد، ومَيَّاس وهَدَّاج لباهلة لبني أعْيَا، قالت الحارثية:

شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ هَرَاقَا دِمَاءَنَا … وَفَارِسُ هَدَّاجٍ أَشَابَ النَّواصِيَا

وقد انتشر نسل الحَرُون بين الغرب فكان من نسله (١):

البطان لمحمد بن الوليد بن عبد الملك.

والبطين بن البطان للوليد بن عبد الملك.

والحليل لرجل من حِمْيَر.


(١) انظر عن هذه الخيل كتاب "خيل العرب وفرسانها" للأسود الغندجاني وكتاب "العمدة" لابن رشيق: ٢/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>