للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالمثل في أبناء حويط أغلبهم قد عرفوا نسبهم إلى الأشراف من قريش، وبعضهم أو غيرهم للمخالطة مع بني عطية قد نسبوهم إلى العطاونة، في فترة من الزمن إبان نماء الحويطات أو في طور نشأتهم الأولي، والقصص مشابهة في قبائل العرب قد حدثت قبل الإسلام وبعده، وأذكر مختصر قصة ذكرت في سيرة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن هشام المعافري اليماني فيها ملحمة، وهي قصة عوف بن لؤي القرشي قبل الإسلام:

فقد خرج عوف في ركب مع ذويه من قريش ونزلوا بأرض غَطَفان من قيس عَيْلان - من مُضَر مثل قريش - ثم أبطئ بعوف في حاجة له، فانطلق من كان معه من قومه، فأتاه رجل من غَطَفان اسمه ثعلبة بن سعد فحبسه وزوجه والتاطه، أي تبنَّاه وألحقه بنسبه وألصقه به، فشاع نسبه في ذُبيان وعموم غَطَفَان، فقال ثعلبة لعوف حين أُبطئ به وتركهـ قومه من قريش:

أحبس عليَّ ابن لؤي جملك … تركك القوم ولا مترك لك!

وقال عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عن بني عوف بن لؤي وهم بنو (مُرّة بن عوف)، لو كنت مُلحقًا حيًّا من العرب بنا أي إلى قريش، لادعيت بني مُرّة بن عوف، وإنَّا لنعرف فيهم الأشباه مع ما نعرف من موقع الرجل حيث وقع - يقصد عوف بن لؤي، ومن العجيب أن بني مُرّة هؤلاء كان لو ذُكر أمامهم نسبهم إلى ذُبْيَان من غَطَفان، قالوا هذا النسب ما نكرهه وما نجحده وإنه أحب النسب إلينا!!.

ولكن حدث أن هرب الحارث بن ظالم بن جُذَيمة أحد بني مُرّة بن عوف من وجه النعمان بن المنذر ملك الحيرة (غرب العراق)، ثم لحق الحارث بقريش في مكة المكرمة، وهي طبعًا أصله ومنها نبع جده مؤسس قبيلة بني مُرّة في غَطَفان، وقد وجد الحارث نفسه آمنا عند قريش فقال شعرًا منه:

فما قومي بثعلبة بن سعد … ولا فزارة الشُعر الرقابا

وقومي إن سألت بنو لؤي … بمكة علموا مُضَر الضرابا

سُفِّهنا باتباع بني بغيض (١) … وترك الأقربين لنا انتسابا

سفاهة مخلف لما تَروَّى … هُراق الماء واتبع السيرابا


(١) يقصد بني ذبيان بن بغيض ومنهم (فزارة) بن ذبيان التي ينتمي لها العلَّامة القلقشندي بمصر =

<<  <  ج: ص:  >  >>