للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما عمر بن سعد بن أبي وقاص فقد أمسك به المختار الثقفي قبل أن يهرب من الكوفة وقتله، وأتي برأسه أمام ابنه حفص فقال له: هل تعرف هذه الرأس يا حفص؟ قال أجل ولا خير للعيش بعده، قال المختار: صدقت، ثم أمر بضرب عنقه وقطع رأسه ووضعها جانب أبيه، فقال متشفيًا مشيرًا إلى الرأسين: هذا بالحسين وهذا بعلي الأكبر ابن الحسين، والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ماوفوا أنملة من أنامل الحسين.

وأما الكلب الأبقع (شَمِر بن ذي الجوشن)، فقد قتله المختار الثقفي أيضًا وقطع رأسه، وأمر بالخيول أن تطأ جسده وظهره بحوافرها، حتى مزقته وصار أشلاء تساوت بالأرض مثلما فعل بالحسين بن علي في كربلاء.

وكذلك لَمْ يفلت من المختار (مالك بن بشير الكِنْدي) فقد أمر به المختار أن تُقطع رجليه ويديه وأُلقي به يضطرب حتى مات، وبالمثل فعل (بالخولي بن يزيد الأصبحي) (١)، فقد قتله المختار الثقفي أمام أهله وهم يشهدون، وأحرق جثته فصارت رمادًا.

ولا يفوتني ذكر هذه الكلمات المنظومة للحسين بن علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:

فإن تكن الدنيا تُعَدُّ نفيسة … فإن ثواب الله أغلى وأنبل

وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت … فقتل امرئ في الله بالسيف أفضل

وإن تكن الأرزاق قسمًا مقدَّرًا .... فقلة حرص المرء في السعي أجمل

وإن تكن الأموال جمعها … فما بال متروك به المرء يبخل!

رابعًا: قصة حويط تشابه قصة قُسي بن مُنَبه (ثقيف) التي لخصناها في باب السرد عن (إياد) العدنانية، وكما رأينا أن أغلب قدماء ورواة ثقيف لَمْ ينسوا نسبهم إلى إياد، إلَّا أن اختلاط بنو ثقيف مع هَوَازِن في السكن والجوار والمصاهرة والحلف جعل البعض من ثقيف ينسب نفسه أو لربما غيرهم نسبوهم إلى هَوَازِن بن منصور بن عِكْرمَة بن خَصفَة بن قيس عَيْلان بن مُضَر بن نزار مَعْد بن عدنان.


(١) الأصبحي منسوب إلى ولد أصبح بن عمرو بن الحارث بن أصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر كانوا يقيمون في أبيَّن في بلاد اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>