للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أضيف إلى ذلك شيئًا وهو أنه قد يكون هاشم أخا لنائل ونجد وعمارة وليس عمهم، ولكن ما يقول المؤرخون من أن هاشمًا بن جماز الكبير قد أعقب يجعلني أرجح أنه عمهم وليس أخاهم .. هذا هو ما أعتقده بعد أن استقصيت أخبار ذرية الشريف جمال الدين جماز من مراجع متعددة.

بقيت كلمة أخيرة وهي أنه من المتواتر في قنا بين الأشراف الجمامزة أن هاشمًا ونائلًا ونجدًا وعمارة هم أولاد الشريف جماز، والمقصود بذلك هو جماز ابن مهنا بن جماز الكبير، بالإضافة إلى أن افتخارهم بجدّهم الأول جمال الدين جماز الكبير أمير المدينة المنورة ومحارب الصليبيين ورفيق بني أيوب في السلاح وأخوهم في الجهاد، أقول: إن فخرهم واعتزازهم بجدِّهم جماز الكبير جعل القول متواترًا بأن نائلا ونجدا وعمارة وهاشمًا هم أولاد جماز الكبير مباشرة وليسوا أولاد أولاده.

ومع هذا فنحن لسنا في معرض الأقوال المتواترة فقط .. ولكننا نريد أن نبحث الموضوع بحثًا تاريخيًا علميًا، ونريد أن ندخل في تفاصيل أوسع .. لذلك نقول: إن الذين هاجروا من الجمامزة إلى الديار المصرية هم الشريف جماز بن مهنا بن جمال الدين جماز وأخوه هاشم وذريتهما، ومما يؤكد هذا الرأي أن وفاة الشريف جمال الدين جماز كانت في المدينة المنورة حوالي سنة ٦٠٠ هـ - ١٢٠٣ م وقد تولى بعده أخوه سالم بن القاسم على حكم المدينة (١)، ثم تولى القاسم بن جمال الدين جماز ثم توالت الأحداث وحدثت الفتنة التي أدت إلى هجرة الجمامزة من المدينة المنورة (٢)، وكانت هذه الفتنة في سنة ٦٤٧ هـ - ١٢٤٩ م على أثر مصرع الأمير شيحة بن هاشم في تلك السنة (٣)، فمن غير المعقول أن يكون جماز الكبير هو الذي هاجر، وأنَّه هو الذي دفن في قنا، ولكن المعقول الذي يتفق مع تسلسل الحوادث هو أن جماز الحفيد هو الذي هاجر ومعه أخوه هاشم.

ومهما يكن من شيء فإن انتسابهم إلى جماز مباشرة أو أنهم أولاد أولاده فإن هذا لا يسيء إلى القضية، فإن مرجع الأبناء والأحفاد إلى جدهم الأول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن مآل هذه الفروع النامية إلى أصلها الكريم.


(١) زامباور: معجم الأنساب ج ١ ص ١٧٧، ١٧٨ ترجمة زكي حسن.
(٢) ابن فرحون اليعمري: نصيحة المشاور ص ١٤٠ مخطوط.
(٣) القلقشندي: صبح الأعشى ج ٤ ص ٢٩٨ - ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>