للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفارة التدريب من قنا للقصير وتوصيل القوافل وهما الطريفات والشرايقية ثم حل محلهما عرب العليقات في الحراسة (١). فإذا أراد حاكم المدينة المنورة أن يتصل بقنا أو يعرف قصة أراضيها الموقوفة فهو أمر سهل وبسيط.

وإلى جانب ذلك فإن المؤرخين - كما سبق أن قلنا - قد أجمعوا على أن الشريف جمال الدين جمَّاز أعقب من ذرية يطلق عليها (الجمامزة) أو (الجامزة) وهذا هو السمرقندي الحسيني العلوي يذكر في كتابه (تحفة الطالب) بكلِّ دقة جميع عائلات الأشراف وأعقابهم حتى سنة ٩٩٤ هـ - ١٥٨٥ م ومن بينهم الجمامزة (٢) وذلك بعد هجرة الأشراف الجمامزة إلى قنا بحوالي ٣٤٧ سنة، كما أن النسابة إدريس بن أحمد الحسني العلوي صاحب كتاب (الدرر البهية) الذي فرغ من تأليفه سنة ١٣١٤ هـ - ١٨٩٦ م بعد أن اعتمد فيما يتعلق ببني الحسين على الجرائد الحسينية الوثيقة (٣) وكتب الأنساب الثابتة، قال عن أعقاب الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين أن من بينهم الأشراف الجمامزة (٤).

ومن البديهي أن نقول: إن الأشراف في قنا لو كانوا أدعياء فأين الأبناء الحقيقيون لجمال الدين جماز؟ وهل قصرت السنين الطويلة عن إماطة اللثام عن الادعاء وإعادة ٨٧٥٠ فدانًا إلى أبنائه الحقيقيين، ومن المؤكد أن المجال كان متسعًا لدحض أي ادعاء أو افتراء، وخير مثال علي ذلك ما حدث من أن بعض الناس ادعوا انتسابهم إلى الشريف جماز واستحقاقهم لنصيب معين في أراضي الوقفية بقنا ورفعوا دعاوى أمام القضاء على أشراف قنا عدة مرات، ولكن في كل مرة كانت الأحكام تصدر لصالح الأشراف في قنا بناء على الوثائق والحجج التي كانوا يقدمونها .. لقد كانت الأحكام تصدر مؤكدة أن أشراف قنا من بني الحسين هم الأبناء الحقيقيون للشريف جماز وأنهم هم أصحاب الحق الشرعي في الأراضي الموقوفة، كما أظهر القضاء كذب المدعين وحكم ضدهم ولا زالت الوثيقة التي


(١) أحمد لطفي السيد: قبائل العرب في مصر ج ١ ص ٨٣.
(٢) السمرقندي: تحفة الطالب ص ١٨ - ٢٠ مخطوط.
(٣) إدريس بن أحمد: الدرر البهية (الوجه الأيمن) - مخطوط.
(٤) إدريس بن أحمد: الدرر البهية ص ١٨٩ (الوجه الأيسر) - مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>