للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكندي، فردته، وقتلت جنوده وأغارت بكر على بعض بوادي الشام فقتلوا ملكًا من ملوك غسان واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر. ونجح الأمير حجر آكل المرار الكندي أن يعقد تحالفًا بين قبائل العرب الوسطى، ومنها بكر وتغلب، وقد أخذ هذا التحالف يتماثل للانحلال، وذلك لما دبَّ الفساد والاضطراب بين القبائل المتحالفة، واختلف أمراء كندة على الملك، بعد وفاة الحارث بن عمرو المقصور ابن حجر آكل المرار، فوقعت حرب بين شُرحبيل بن الحارث ومعه بكر والرباب، وبني يربوع، وسلمة بن الحارث ومعه تغلب والنمر وبهراء، أسفرت عن قتل شرحبيل وانهزام شيعته.

وكان للنعمان بن المنذر من ملوك لخم بالعراق، كتيبة يقال لها الصنائع، وهم صنائع الملك، أكثرهم من بكر بن وائل.

ومن وقعاتها الحربية يوم الوقَبي، كان بينها وبين مازن، ويوم قُرازَ كان لمجاشع على بكر. ووقعة كانت بين بكر وبني سليط، في موضع يقال له: حداب في حزن بني يربوع، فسمبوا نساءهم، فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع، فاستنقذوا منهم نساءهم، وجميع ما كان في أيديهم من السبي. ويوم الفلج كان بين بكر بن وائل وبني كعب بن ربيعة.

واشتعلت نىيران العرب بن بكر وتغلب حوالي أوائل سنة ٤٩٠ م، وذلك أن البسوس امرأة من تميم، وهي خالة جساس بن مرة الشيباني، كان لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض حمام، كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب، فقتله فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت العرب بشؤمها المثل (١). ومن أيام بكر وتغلب يوم واردات، يوم الذنائب، يوم التحالق، يوم الحنو، ويوم قضَّة.


(١) في معجم البلدان ج ٤ ص ١٢٩. كانت وقعه بكر. تغلب العظمى في مقتل كليب والجاهلية تسميها حرب البسوس وفيه كان يوم التحالف فكانت الدبرة لبكر بن وائل على تغلب فتفرقوا من ذلك اليوم وبعد تلك الوقعة كانت الوقائع التي جرها قتل كليب بن ربيعة حين قتله جساس بن مرة فشتتهم أخوه المهلهل في البلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>