للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقعة كانت بينهما عند سويقة (١). ووقعة كانت بينهما بجبل أسود كانت الديرة فيه على بكر.

وقد أصلح بين بكر وتغلب ابني وائل، الملك عمرو بن هند (٢)، فقد أخذ من الحيين رُهنا من كل حي مائة غلام، ليكف بعضهم عن بعض، فكان أولئك الرُّهن يكونون معه في مسيره، ويغزون معه، فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم، فهلك غلمة التغلبيين، وسلم البكريون، فقالت تغلب لبكر أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل، فحكم عمرو بن هند أنه لا يلزم بكر بن وائل، ما حدث على رهائن تغلب، فتفرقوا على هذه الحال.

ومن أعظم الأيام الحربية التي خاضتها يوم ذي قار، وكان على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو لبني بكر بن وائل، وقادمة بني شيبان، وبعدهم بنو عجل، على الأعاجم جنود كسرى، ومن معهم من العرب، ورئيسهم إياس بن قبيصة الطائي وكان مكان النعمان بن المنذر بعد قتل كسرى إياه وتحت يديه طيئ وإياد وبهراء وقضاعة والعباد وتغلب والنمر بن قاسط قد رأس عليهم النعمان بن زرعة أعني النمر وتغلب. وكان سبب يوم ذي قار طلب كسرى تركة النعمان بن المنذر وكان النعمان قد تركها وترك ابنًا له وبنتًا عند هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني فمنع رسول كسري من الوصول إلى ما طلب وكتب كسرى إلى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وكان عاملًا له على الطف بأن يعين إياسًا فأنفذ إلى قومه ليلا وحرضهم على القتال وتواطأت العرب على العجم فطارت إياد عن العجم حين تشاجرت الرماح كأنهم منهزمون وقتل الهامرز وخلابزر عامل كسرى وأسر النعمان بن زرعة التغلبي وبسبب ما صنع قيس بن مسعود استدرجه كسرى حتى أتاه فقتله (٣).

واتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم، حتى أصبحوا من الغد، وقد شارفوا السواد، ودخلوه في طلب القوم، فلم يفلت منهم كبير،


(١) في معجم البلدان ج ٣ ص ١٩٩: هي هضبة طويلة مصعلكة ولا يعرف بنجد جبل أطول منها في السماء.
(٢) الأغاني طبعة دار الكتب ج ١١ من ٢٢ وفي الأغاني ج ١١ ص ٤٤ و ٤٥: ذكر ابن الكلبي أن صلحهم مع تغلب كان عند المنذر ابن ماء السماء.
(٣) العمدة لابن رشيق ج ٢ ص ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>