للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم، فقسموا بينهم تلك اللطائم بين نسائهم، فكان أول من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة وكانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمدينة، فلما بلغه ذلك قال: هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا (١).

وفي السنة التاسعة من الهجرة النبوية اعتنق قسم من بكر بن وائل الإسلام، وبعد وفاته -صلى اللَّه عليه وسلم-، خرج الحطم بن ضبيعة، فيمن أتبعه من بكر بن وائل على الردة، فأرسل أبو بكر الصديق إليهم، حملة بقيادة العلاء الحضرمي، فأعادهم إلى حظيرة الإسلام. وقد نصرت بكر بن وائل خالد بن الوليد سنة ١٢ هـ ضد الفرس. وحاربت مع المثنى سنة ١٤ هـ في العراق، وكان عددهم ستة آلاف.

وفي حروب الجمل سنة ٣٦ هـ انقسمت بكر إلى قسمين: قسم انضم إلى علي، وقسم حارب مع عائشة، فقتل منهم ٥٠٠ رجل، ثم صارت بكر بن وائل من أنصار علي بن أبي طالب وشيعته.

وفي سنة ٦٥ هـ غلب عبد اللَّه بن خازم، بعد موت يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، على مرو، وقتل سليمان وعمر ابني مرشد من بني قيس بن ثعلبة، ثم رجع إلى مرو، وهرب من كان بمرو من بكر بن وائل إلى هراة، وانضم إليها من كان بكور خراسان من بكر بن وائل، فكان لهم جمع كثير، عليهم أوس بن ثعلبة، فقالوا له: نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم، وتخرج مضر من خراسان كلها، فقال لهم: هذا بغي، وأهل البغي مخذولون، ثم اقتتلوا ساعة فانهزمت بكر بن وائل، حتى انتهوا إلى خندقهم، وأخذوا يمينًا وشمالا، وسقط ناس في الخندق، فقتلوا قتلا ذريعًا، وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات (٢).

وقد اشتركت بكر مع المهلب بن أبي صفرة عامل عبد اللَّه بن الزبير، في قتال الخوارج سنة ٦٥ هـ، فقد أمر المهلب على خمس بكر بن وائل، عبيد اللَّه بن


(١) الأغاني ج ٢٠ ص ١٣٢ - ١٣٨.
(٢) تاريخ الطبري ج ٧ ص ٤٤ - ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>