بعض الناس فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام ولم يبق منهم من له اسم بذكر انتهى. قلت: أن بني تغلب الذين في الأفلاج والأحساء ينتسبون إلى تغلب بن وائل وقد بحثت مع بعضهم فقال: إن الدواسر معهم بالحلف وهم أفخاذ كثيرة منهم العمور ولخيالات والمشاوية والمصارير والحقبان والجميلات فمنهم حاضرة ومنهم بادية والخيالات والمشاوية في الأحساء والحقبان والجميلات ومنهم الكبرا في الأفلاج وآل خليفة رؤساء البحرين من تغلب أهل الأفلاج من الكبرا من قرية في الأفلاج يقال لها البديع وآل صباح أمراء الكويت من النتيفات أهل الهدار هكذا ذكره لي بعض من يسكن الأفلاج وقد انتشر في تغلب أناس كثير فى الرياض والخرج وسدير والأحساء وغيرها. قال حمد بن لعبون رحمه اللَّه في تاريخه في الأنساب لما ذكر بعض بني وائل ذكر بنى تغلب أهل الأفلاج قال: ومن حاضرتهم فى هذا الزمان الجميلات في الأفلاج كان لهم في الماضى رياسة وسيادة وممن يتتسب إلى وائل آل خليفة أهل البحرين وممن ينتسب إلى وائل في هذا الزمان النتيفات أهل الهدار. انتهى.
وأما قول المؤلف أنهم ذهبوا عن نجد قبيل الإسلام إلى العراق ولم يبق منهم من له اسم يذكر. . إلخ. فالجواب أنهم وإن ذهبوا عن نجد إلى العراق فلا مانع من بقاء بعضهم في نجد، فأنت ترى قبائل من العرب نزحوا من نجد إلى العراق مثل الفضول والظفير وبعض قبائل عَنَزَة نزحوا من نجد إلى الشام والعراق، وقد بقي من هؤلاء القبائل الذين نزحوا بقية في نجد ينتسبون إليهم ولا مانع أيضًا من رجوع الذين نزحوا أو رجوع بعضهم فإن الناس قد تلجئهم الأحوال إلى الانتقاد من مرضع إلى آخر لرغبة أو لرهبة خصوصًا البدو الرُّحل فإنهم لا يستقرون في مكان دائمًا فهم يتبعون الأرض الخصبة أينما حلها القِطْر وقد حفظوا أنسابهم، وأما الذين سكنوا المدن والقرى من تغلب في العراق فيمكن أنهم لم يتحولوا ولكنهم قد ضيعوا أنسابهم كغيرهم ممن سكن الأمصار من العرب في العراق والشام ومصر والمغرب وغيرها فلم يكن لهم اسم يذكر، وقد غلب على بادية بكر بن وائل وتغلب بن وائل اسم عنزة وليسوا كلهم من عنزة بن أسد كما يتوهمه بعض الناس، وقد ذكر بعض النسابين أن بني بشر القبيلة الكبيرة من قبائل عنزة هم من تغلب بن وائل وقد رأيت من قبائل بشر من يرفع نسبه إلى تغلب بن وائل، وبنو