كما نجد طرفًا من أخبار مناوشاتهم وتحرشهم بالحجاج، وبولاة مكة في تواريخ مكة في سنة ٩٠٠، ٩٠١.
ومع انتشار ما ينسب إليهم من أخبار لدى العامة في نجد، فإن الباحث فيما هو مدون عن تاريخ هذه البلاد لا يجد لهم ذكرًا باستثناء أسماء بعض الأسر التي تنسب إليهم أو الفروع الذين تفرعوا منهم كآل كثير وآل مغيرة والفضول، وإن كان هؤلاء -في الغالب- يجمعهم مع بني لام الأصل وهو طيئ، لأن بني لام انضاف إليهم وقت قوتهم كثير من الفروع من قبائل شتى. (انتھهي).
وقال الشيخ حمد الجاسر عن آل كثير في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة: فرع كبير من فروع بني لام من طيئ وكانوا -قديمًا- معدودين من الفضول -آل فضل- فانفصلوا عنهم.
وبرز ذكرهم في نجد على مسرح المعارك القبلية، منذ منتصف القرن التاسع، بحسب ما وصل إلينا مددنا من تاريخ تلك المعارك.
وآخر ما بين أيدينا من أخبارهم ما ذكره ابن بشر وغيره عما جرى بينهم وبين ابن معمر وقومه في سنة ١١٣٧ هـ - حيث انتصروا عليه في وقعة الأصيقع، وقتلوا من أهل العيينة نحو عشرين رجلًا، وفي سنة ١١٣٩ هـ ساروا مع صاحب الدرعية زيد بن مرخان لنهب العينة، فاحتال أميرها حتى تخلص منهم.
وفي سنة ١١٤٢ هـ قتل آل نبهان منهم محمد بن حمد بن عبد اللَّه بن معمر أمير العيينة، ولهم مناوشات مع حكام الأحساء من آل غرير الذين كان نفوذهم يمتد إلى نجد، فيحاولون إخضاع قبائله لنفوذهم، وقد حاصروا نجم بن عبد اللَّه صاحب الأحساء في بلدة العطار في سنة ١١٠٥ هـ.
وفي سنة ١٠٨١ هـ - غزا براك بن غرير، آل نبهان منهم على سدوس، فأخذهم.
ويظهر أن بادية آل كثير نزحت من نجد بعد منتصف القرن الثاني عشر إلى العراق -لأن الباحث في تاريخ نجد - وجله مدون من ذلك العهد- لا يجد من أخبارهم ما يستدل له على وجودهم قبيلة متماسكة، ولكنه يجد أسرًا متحضرة متفرقة في كثير من القرى، تنتسب إلى آل كثير منهم الكثران في الحريق،