للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان آل مغيرة قد أكثروا الغارات على بوادي الأحساء والقطيف، ثم توجه إلى الخرج، وأقام فيها نحو عشرة أيام، ثم رجع إلى وطنه (انتهى) ولعل أقوى القبائل التي كانت تتصدى لمواجهة آل مغيرة قبيلة عنزة، فقد قتلوا شيخهم شيخ آل مغيرة وطبان الخياري سنة ٨٧٠ هـ، ولكنهم انتقموا منهم، فأخذوا قافلة لهم سنة ٨٧٦ هـ قادمة من الأحساء بقرب (أبو جيفان) وقافلة أخرى في سدير سنة ٨٨٨ هـ، وقتلوا في قافلة ثالثة أخذوها في العارض من مشاهير عنزة سهاج بن جفين وشخبوط بن عقل بن زايد سنة ٩١٩ هـ.

ويظهر أن تعديهم على نهب القوافل أثر في الوضع الاقتصادي في شرق الجزيرة حيث يعيش سكان هذه الجهة على محصول الزراعة من التمر والأرز فأعاد حكام الأحساء الكرة لتأديبهم، ففي سنة ٩١٦ هـ - على ما قال صاحب "تحفة المشتاق" عدا أجود على آل مغيرة وهم على عقرباء، فأنذروا به فهربوا فأتوه، فرجع إلى الخرج، وأقام فيه أيامًا، فأركب له آل مغيرة؛ يطلبون الصلح، فصالحهم.

وسبق هذا تصديهم لقوافل قادمة من الأحساء، ولكنهم لم يدوموا على الصلح، ففي سنة ٩٣٩ هـ نهبوا قافلة لأهل الخرج؛ قادمة من الأحساء فيها من الأموال والأمتعة شيء كثير - كما يقول صاحب "تحفة المشتاق" وتستمر المحاولات بين آل مغيرة في القرن العاشر الهجري وبين بعض القبائل التي يظهر أنها حديثة العهد قدومها من بلادها في جنوب الجزيرة، وهي قبيلة الدواسر وينضم إلى آل مغيرة أبناء آل كثير، وقبيلة سُبيع العدنانية في (مناوختهم) (١) الدواسر خمسة عشر يومًا في العرمة أيام الربيع من عام ٩٦٧ هـ فتكون الدائرة لهم. ثم يستعين الدواسر بآل مسعود من قحطان فيناوخون آل مغيرة الذين ينضم إليهم مع قومهم الأولين قبيلة السهول، في سنة ٩٨٠ هـ على الحرملية فتنتهي (المناوخة) بعد أن تتجاوز عشرين يومًا بهزيمة الدواسر، وقتل عدد من مشاهيرهم، منهم مسعود بن صلال، وزين بن رجا، وعايض بن عفنان، ويقتل من آل مغيرة جساس بن عمهوج، ومناوخة أخرى أطول زمنًا وأكثر عددًا، في آخر القرن العاشر سنة ٩٩٩ هـ - يرويها


(١) المناوخة: كلمة مأخوذة من إناخة الإبل والاستعداد للحرب ثم الملاقاة أي أن كل فريق يستقر للتهيؤ لحرب عدوه، فينيخ ركابه مدة الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>