صاحب كتاب "تحفة المشتاق" على هذا النحو: في هذه السنة تنافخ الدواسر هم وآل مغيرة في الخرج ومع الدواسر جنب من قحطان وآل روق من قحطان ومع آل مغيرة سبيع والسهول وآل كثير وآل صلال من الفضول وزعب، وأقاموا في مناخهم أكثر من شهر يغادون القتال ويراوحونه طرادًا على الخيل، وأكلت الإبل أوبارها من طول المناخ، ثم إنهم التقوا، واقتتلوا قتالا شديدًا، وصارت الهزيمة على الدواسر وأتباعهم وغنم منهم آل مغيرة ومن معهم غنائم كثيرة، وقتل من الفريقين عدد كثير، وممن قتل من مشاهير الدواسر خلف بن عصاي شيخ المساعرة ورميح بن فهيد شيخ الشكرة وخليف بن عداي شيخ الغييثان، ومن قحطان مرزوق بن معيض وعيد بن سعيدان وراجح آل مسعود، ومن آل مغيرة راضي بن هزاع، ومخلف بن سرور، ومن سبيع جبر بن قاعد، وعلي بن سمحان، ومن السهول مغضب بن بشر.
ثم يبرز لآل مغيرة عدو قوي هو شريف مكة الذي نازلهم في عقر دارهم على عقرباء في سنة ١٠٦٣ هـ ولم يفصل راوي الخبر ابن بشر النتيجة، ولا شك أنها من الأسباب التي أوهت قوة هذه القبيلة، ثم نراها -بعد ذلك- بعدما كانت تستعين بقبيلتي سُبيع والسهول في حربها ضد الدواسر تشن الحرب على هاتين القبيلتين، فتناوخهم في الحيسية سنة ١٠٧٣ هـ فتهزمهم، وأغرب من هذا أن في سنة ١٠٩٨ هـ جرت وقعة بين آل مغيرة وآل عساف من آل كثير، على حد قول الشاعر:
وأحيانًا على بكر أخينا … إذا ما لم نجد إلا أخانا
وإذن فلا بد أن يجد صاحب الأحساء محمد آل غرير الفرصة سانحة له في سنة ١٠٩٨ هـ فيصبحهم وهم على الحاير -حاير سبيع- في العارض ومعهم عائذ، ثم يصبحهم صباحًا آخر في الصيف، وهم حاير المجمعة، فتكون النتيجة بعد قتل رئيسهم وعدد كثير منهم أن تلاشت قوتهم، بحيث تختفي أخبارهم -فيما بين أيدينا مما هو مدون من الأخبار- فجأة، سوى ما يدور على ألسنة العامة، مما هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة، كأخبار عجل بن حنيتم شيخ آل مغيرة وأشعار ابنته شماء، وقد يكون لذلك أصل، ولكن ليس على ما يروى من المبالغات، ولا