للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معهم فساروا به إلى الغساني، فحبسه وضيّق عليه، فأنشأ القصيدة التي ألمحنا إليها، ومطلعها:

من لِصَبٍّ هاجه. .

ومنها:

مَنْ لِصَبٍّ هاجه نشر الصِّبَا … لم يزده البيْن إِلا طربا

وأسيرٌ كلما لاحَ له … بارقُ القِبْلة من صبيا صَبا

وَلِطَرْفٍ أَرِقٍ إنسانُه … دونَ مَن يشتاقُه قد حُجبَا

لم يزل يشتاقُ (نَخْلان) وإن (١) … قَدِم العهدُ ويهوَى الطُّنُبا

ما جرى ذكر المغاني في ربا … صَبَواتِ الشط إلا انتحبا

حبذا صلب القيسا وطني (٢) … ولويلات بها ما أعذبا

وربا البيرين من قبليّة … وشراب بهما ما أعذبا

يا أخلائي بصبيا واللوى … وأحبائي بِتَيَّاك الرُّبا

هل لنا نحوْكُمُ من عودةٍ … لنرى سدركم والكثبا

فلكم خادعتُ قلبي جاهدًا … يتسلَّى عن هواكم فأبى

فاذكروا صبّابكم ذا لوعةٍ … بأن عنكم كارهًا مُغْتَصَبَا

وإذا عنَّ له ذكراكُمُ … صاح واغنصّ الحِسا وانتحبا

وإذا ما سجعتْ قُمْريّةٌ … صاح من فرطِ الأسَى: واحَرَبا

إلى أن يقول:

إخوتي بالشام (٣) بل يا سادتي … وأعز الناس أُمّا وأبا

ومساعير الوَغَى من حَسَنٍ … وبنو الحرب إذا ضاقَ القبا


(١) نخلان: وادٍ يمر شمالي صبيا.
(٢) موضع قرب صبيا، أيضًا.
(٣) يقصد بالشام صبيا ونواحيها والعرب تقول لكل ما هو جهة الشمال شام.

<<  <  ج: ص:  >  >>