للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حوادث سنة ٨٢٣ هـ نرى الشريف حسنًا يتوجه في صفر إلى حلي، وتلقاه صاحبها محمد بن موسى بالحَسَبَة (١) (الأحسبة)، وبنى في حَلْي بأخت محمد بن موسى الحرامي.

وفي سنة ٨٢٨ هـ نجد الشريف حسنًا مقيمًا بحلي تاركًا مكة والملك. ومن مداومة الشريف حسن على دهل اليمن ومصاهرة سلاطين بني حرام، توطن بنوه في حَلْيَة وعُلْيَب وما والاهما إلى اليوم، وقد تقدم الحديث عنهم.

ولم تصل إلينا أخبار عن إنجابه من بنت موسى الحرامي وعدمه. وأخبار حلي في العصور المتأخرة كثيرة، غير أن لها لطيفًا سابقًا بعض الشيء، أردت أن أختم به هذا البحث.

فلابن هُتَيْمل مدائح تسمى (الكنانيات) (٢).

جاء في أولها: الأمير فخر الدين أحمد بن علي الحَرَامي الكناني (أمير حلي ابن يعقوب). يقول في مدحه:

بَعَثتْ إليك بطيفِها المَكْذُوب … مِنْ خوفِ رؤيةِ كاشحٍ ورَقيب

واستمسكتْ ريح الصَّبا فَتَجَلْبَبَتْ … بطواف ريش غرابه الغريب

إلى أن يقول:

أقسمتُ ما الدنيا وبهجة أهلِها … وجمالها إلا بنو (يعقوب)

المؤثرون -على الخصاصة- ضيفهم … بخصائص المطعوم والمشروب

ومن هذه الأبيات تعرف أن أسرة بني حرام الحاكمة في حلي كانت تنتمي إلى جد يسمى يعقوب، وأنه مؤسس هذه الأسرة، لأن الأسر الحاكمة تنتمي عادة إلى الجد المؤسس، وأن يعقوب هذا -ربما- هو الذي أسس مدينة حلي؛ ولذا نَسَبَها إليه.


(١) نفس المصدر: ١٣٨.
(٢) ديوان ابن هتيمل: ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>