للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها قتل دُرَيْب يوم عرفة من سنة ثلاث وثمانمائة (*).

قلت: كذا ورد في مطبوعة العقد، أن حسنًا توجّه إلى حلي سنة (٨٠٤ هـ) لتهدئة فتنة دريب وجماعته، ثم يقول بعد ذلك مباشرة: وفيها قتل دريب سنة ٨٠٣ هـ. ولعل في أحدهما وهمًا، أو أن كنانة استقدمت حسنًا في آخر سنة ٨٠٣ بعد مقتل دريب ثم توجه حسن سنة ٨٠٤ هـ.

وفي سنة (٨٠٦) هـ فيما أظنه (١)، بعث حسن رتبة إلى حلي، مقدمهم عليّ بن كُبَيْش، فاستغفلهم بعض جماعة (موسى صاحب حلي)، وفتكوا بهم.

أي أن موسى خلف دريبًا في إمارة حلي، وأن الأمر لا زال وراثيًا، ولصاحب مكة الجباية والدعاء.

وفي سنة ست أو في سنة سبع وثمانمائة، توجه الحراشي إلى حلي وبنى فيها مكانًا يتحصن فيه أصحاب حسن ومن انضم إليهم.

وفي سنة ٨٠٧ هـ شفع إليه الملك الناصر أحمد بن إسماعيل صاحب اليمن، في تركه التشويش على موسى صاحب حلي، فيما أبعده، وحثه على الموافقة أديب العصر، القاضي شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني بقصيدة مدحه فيها، أولها:

أحسنت في تدبير ملكك يا حسن … وأجدت في تحليل أخلاط الفِتَنْ

وهي القصيدة التي ذكرنا شطرًا منها في أول هذا البحث، وهي لعفيف الدين عبد اللَّه بن قاسم الذروي، وليست لشرف الدين المقري.

وفي حوادث سنة ٨٢٢ هـ يقول الفاسي (٢): وقصد -أي حسن- صوب اليمن ناحية الخريفين (٣)، وجاوز ذلك وراسل صاحب حلي محمد بن موسى بن أحمد بن عيسى الحَرامي، في أن يزوجه أخته، ورغب في أن تزف إليه، فأجابه إلى تزويجها بشرط حضوره إليهم، فأعرض عن الحضور إليهم.


(*) وستأتي نبذة عن آل دريب من بني حرام من كنانة.
(١) نفس المصدر: ١٠١.
(٢) نفس المصدر: ١٣٤.
(٣) الصواب الخريقين -بالقاف- وتسمى اليوم الخرقان، وهي عادتهم في جمع المثنى، وهي قرب الليث.

<<  <  ج: ص:  >  >>